رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


حان وقت صوت إفريقيا ليسمع في G20

بدأ وقت الاجتماع لدول قمة العشرين يقترب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه من المناسب أن نوجه انتباهنا إلى التهميش لقارة إفريقيا في هذا المنتدى، فلا ينبغي استثناء إفريقيا على قاعدة فقرها، وبالتالي من غير الملائم لها أن تجلس في نادي الرجال. فعلى العكس من ذلك يجب أن تضم إفريقيا إلى المنتدى لأن هناك العديد من القضايا التي ستطرح للنقاش ولها تأثير كبير على إفريقيا، ولهذا السبب تتطلب مشاركة إفريقيا إذا ما أريد لهذه النقاشات أن تنال الشرعية عند تطبيقها في القارة الإفريقية.
من الجيد أن وجهت الدعوة مرة أخرى لأثيوبيا لتشارك في قمة العشرين في تورنتو غدا ما يرفع من عدد الدول الإفريقية المشاركة إلى اثنتين. وفي الواقع يمكن المجادلة والقول إن إفريقيا هي الآن تتساوى مع أمريكا اللاتينية، التي تشارك فقط بدولتين في قمة العشرين، هما الأرجنتين والبرازيل. غير أن مقارنة مشاركة إفريقيا في قمة العشرين من القارات الأخرى هي مضللة وغير دقيقة وغير مرضية. فهي مقارنة مضللة وغير دقيقة لأن أثيوبيا وجهت إليها الدعوة كضيف وليس كعضو في قمة العشرين، فهي ستحضر بوصفها مراقباً ولن تشارك بشكل عامل في كل الاجتماعات. وبالتالي تبقى الحقيقة تشير إلى أن إفريقيا بسكانها الذين يصلون إلى ما يقارب من مليار نسمة تشارك فقط بدولة واحدة كعضو في النقاشات التي ستشكل في النهاية مستقبل الاقتصاد العالمي.
وحقيقة أن العضوية في مجموعة قمة العشرين تعتمد على حجم الاقتصاد وليس على حجم السكان أفضى إلى نتيجة أقصت تقريبا كل قارة إفريقيا، ومع ذلك غدت هذه القمة هي المنبر الأقوى تأثيرا والأكثر أهمية لمناقشة الاقتصاد العالمي وما يتضمن ذلك من مناقشة حل مشاكل الفقر ومستقبل المنظمات متعددة الأبعاد. ويعد إقصاء قارة إفريقيا بمثابة حرمانها من فرص المشاركة في مناقشة مشكلة الفقر العالمية والمساعدات والتجارة وهي قضايا اقتصادية مركزية تؤثر على مستقبل القارة.
وإقصاء القارة الإفريقية من المشاركة في قمة العشرين يأتي في وقت هناك فيه كرم وسخاء في تمثيل أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، فهناك كل شمال أمريكا: المكسيك والولايات المتحدة وكندا وهناك في آسيا وأوروبا ستة أعضاء لكل من القارتين، كما أن هناك تمثيلاً إضافياً للاتحاد الأوروبي، وهو ما يرفع من تمثيل أوروبا إلى سبعة أعضاء. ومن المؤكد أن هناك شكاً قليلاً في أن هذا يعد بمثابة تحيز ضد حق إفريقيا في التمثيل في المنتدى الكوني. ومن الجدير بالذكر أن الدول الإفريقية الثلاث والخمسين هي أعضاء في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولها فقط مديرون تنفيذيون، اثنان في كل واحدة من مجلس الإدارة لهذه المؤسسات، ولم يمنح البنك الدولي مقعدا ثالثا لإفريقيا إلا بعد نضال طويل. وعلى كل، لم يوافق صندوق النقد الدولي في أن يماشي البنك الدولي وقام بتسوية تضمنت زيادة التمثيل، لكن على مستويات أقل. وكل هذا خلق عدم تطابق كبير في تمثيل الأفارقة في هاتين المؤسستين الدوليتين واللتان تعدان لاعباً رئيساً في التنمية الإقتصادية للإقتصاديات الإفريقية. ولعل مجموعة العشرين هي المكان أو المنتدى المناسب التي فيها يمكن حل مشكلة صوت إفريقيا في مؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومن ثم فمن غير اللائق أن تناقش مستقبل إفريقيا ومشاركتها في هذه المؤسسات عندما يكون الأفارقة غائبين من هذا المنتدى. وفي وقت يستمر فيه النضال الإفريقي الطويل لسماع صوتهم في البنك الدولي وفي صندوق النقد الدولي فمن المهم أن يظهر العالم كمن يستجيب لدعوات ضم إفريقيا في المناقشات في شؤون الاقتصاد الدولي بدلا من مفاقمة التهميش على قاعدة أنها قارة فقيرة.
وبينما يعتبر تحديد أفضل طرق يمكن اتباعه لإعطاء إفريقيا صوتا سوف يتطلب مشاورات، فهناك خيار أن يُضم بلد إفريقي آخر مثل أثيوبيا أو نيجيريا والاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين. ومن شأن ذلك بكل تأكيد أن يكون بمثابة خطوة لمعاملة متوازنة لمليار نسمة في إفريقيا هم جزء من المجمتمع الكوني، لكنهم الآن يعاملون وكأنهم غرباء عن هذا الكوكب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي