دعوات بـ «قبر» مجموعة الثماني في تورنتو .. والصناعيون يتريثون
تعالت دعوات اقتصاديين وسياسيين لحل مجموعة الثماني لتصبح مجموعة العشرين المنتدى الرئيسي الوحيد لمناقشة كل القضايا الاقتصادية الرئيسية التي تتطلب تعاونا دوليا، ولكن من غير المرجح أن يقدم القادة على إقرار هذا التغيير في قمة العام الجاري، التي تعقد السبت المقبل في تورنتو الكندية.
وبحسب تقارير لوكالات الأنباء أمس فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتوقع أن يترأس القمتين لعام 2011 بعد أن تعقد القمة المقبلة لمجموعة العشرين في كوريا الجنوبية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، رغم أحاديث عن رغبة الدول الصاعدة داخل المجموعة بعقدها في البرازيل.
وتستضيف كندا مطلع الأسبوع المقبل قمتين متتاليتين تجمعان قادة العالم من مجموعة الثماني (جي8) ومجموعة العشرين (جي 20) لمناقشة أبرز المخاوف الأمنية والاقتصادية التي تواجه العالم في الوقت الراهن. ويظل تكتل الدول الصناعية في مجموعة الثماني التجمع الرئيسي في العالم الذي يشهد مناقشة شؤون السلام والأمن والتنمية. وتلتئم المجموعة يومي الجمعة والسبت المقبلين في منطقة مسكوكا الساحلية المنعزلة في كندا.وتتضمن القضايا المطروحة على برنامج قمة العام الجاري مناقشة الأنشطة النووية في إيران وكوريا الشمالية بينما تضغط كندا لعقد '' قمة محاسبة'' تؤكد على تعهدات الدول الثرية في المجموعة بتقديم مساعدات إلى الدول الأكثر فقرا. وتتألف مجموعة الثماني من الولايات المتحدة وكندا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان. كما سيشارك زعماء آخرون من دول الاتحاد الأوروبي والصين في اجتماعات على هامش أعمال القمة. وبرزت مجموعة الدول العشرين منذ بدء تفجر الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وعقدت أول قمة لها في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه. وفي قمتها الأخيرة التي عقدت في مدينة بيتسبرج الأمريكية في أيلول (سبتمبر) الماضي، تحولت المجموعة إلى المنتدى الرئيسي لمناقشة القصايا الاقتصادية والمالية لتحل مكان مجموعة الدول السبعة الأكثر ثراء. وتتألف مجموعة العشرين من 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي حيث تضم مجموعة الثماني إضافة إلى الأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين والهند وإندونيسيا والمكسيك والسعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا. كما تشارك الرئيسة الماضية والحالية للاتحاد الأوروبي هولندا وإسبانيا في أعمال القمة.وتستضيف منطقة مسكوكا الكندية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري قمة الثماني، التي تأتي بعد موافقة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على جولتين جديدتين من العقوبات ضد إيران، في وقت لم يتضح فيه بعد الأسلوب الذي ستتعامل به هذه القوى مع كوريا الشمالية المتهمة بإغراق سفينة لجارتها الجنوبية. يمثل مجموع اقتصاد هذه الدول الثماني 65 في المائة من اقتصاد العالم وأغلبية القوة العسكرية (تحتل 7 من 8 مراكز الأكثر إنفاقاً على التسلح وتقريباً كل الأسلحة النووية عالمياً). أنشطة المجموعة تتضمن مؤتمرات على مدار السنة ومراكز بحث سياسية مخرجاتها تتجمع في القمة السنوية التي يحضرها زعماء الدول الأعضاء. أيضاً، يتم تمثيل الاتحاد الأوروبي في هذه القمم. في كل سنة، الدول الأعضاء في مجموعة الثماني تتناوب على رئاسة المجموعة. تضع الدولة الحائزة على الرئاسة الأجندة السنوية للمجموعة وتستضيف القمة لتلك السنة. بعد الأزمة النفطية في عام 1973 وفترة الركود الاقتصادية التي تبعتها، ظهر مفهوم تجمع للدول الأكثر تصنيعاً، وفي عام 1974، أنشئت الولايات المتحدة المجموعة، في تجمع غير رسمي للمسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا الغربية واليابان وفرنسا. أما في عام 1975، دعا الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان زعماء حكومات ألمانيا الغربية وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إلى قمة في رامبوليت، حينها اتفق الزعماء الستة على تنظيم اجتماع سنوي تحت رئاسة متناوبة، مشكلين بذلك مجموعة الست. وفي السنة المقبلة، انضمت كندا إلى المجموعة بناء على توصية الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، وأصبحت تعرف بمجموعة السبع. ويمثل الاتحاد الأوروبي من قبل رئيس الاتحاد الأوروبي وزعيم الدولة التي تتولى رئاسة مجلس الإتحاد الأوروبي وحضر كل الاجتماعات منذ أن تمت دعوته من قبل المملكة المتحدة في عام 1977. بعد انتهاء الحرب الباردة بتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، أصبحت روسيا الدولة الوريثة الشرعية لهذا الاتحاد. وبداية بقمة نابولي عام 1994، دعي المسؤولون الروس لحضور هذا التجمع بصفة مراقب مع زعماء مجموعة السبع بعد انتهاء القمة الرئيسية. عرفت هذه المجموعة بمجموعة السبع زائد واحد. وبمبادرة رئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون، انضمت روسيا بشكل رسمي إلى المجموعة في عام 1997، وأصبحت تدعى بمجموعة الثماني (G8). الغرض من مجموعة الثماني ملتقى غير رسمي ولذلك يفتقد إلى الهيكل التنظيمي الشبيه بالمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي. لا يوجد للمجموعة سكرتارية ثابتة، أو مكاتب لأعضائها. تدور رئاسة المجموعة سنوياً بين الدول الأعضاء، وتبدأ فترة الرئاسة من 1 كانون الثاني (يناير) من كل سنة. الدولة الحائزة على الرئاسة مسؤولة عن التخطيط واستضافة مجموعة من الاجتماعات الوزارية، استعدادا للقمة نصف السنوية التي يحضرها زعماء الدول الأعضاء.