مليار دولار لحماية «قمة الأغنياء» .. طائرات مطاردة وأجهزة تشويش

يستعد آلاف الشرطيين لتولي مهمة توفير الأمن والحماية لقمتي مجموعتي الثماني والعشرين، وسيتعين على الكنديين أن يدفعوا من دون حماسة فاتورتها الباهظة المقدرة بنحو مليار دولار.
وستحلّق طائرات مطاردة في سماء أونتاريو، وقد تتعرض للتشويش موجات الهواتف الخليوية لحماية قادة الدول الرئيسة في العالم الذين سيجتمعون في إطار مجموعة الثماني في مدينة هانتسفيل، ثم في إطار مجموعة العشرين في تورونتو. كما سيتخذ قناصة من النخبة، من قدامى المحاربين في افغانستان، مواقع على أسطح المباني الشاهقة القريبة من مركز المؤتمرات، حيث ستنعقد مجموعة العشرين. وفي الشوارع، قد تلجأ الشرطة لقنابل صوتية ومكبرات للصوت قوية جداً يمكن أن تبث منها رسائل موجهة إلى الحشود، أو أصوات حادة لا تحتمل لتفريقها. وأكد المتحدث باسم مجموعة الأمن المشتركة ليو مونبوركيت لوكالة فرانس برس ''أن التحضيرات انتهت ونحشد الآن العناصر الضرورية على الأراضي الوطنية كافة''.وتمت تعبئة نحو 20 ألف شخص، خصوصاً عناصر من قوات الدرك الملكية الكندية وشرطة أونتاريو والقوات المسلحة.
وينتظر تنظيم تظاهرات عدة ودعت مجموعة الأمن المشتركة منظميها إلى ''البقاء في حدود القانون''. وفي الوقت الحاضر، فإن تكلفة هذه التدابير الأمنية هي التي تثير أكبر قدر من الضجة بحيث تندد المعارضة بالتناقض بين التكلفة المرتفعة لاجتماعات القمة وبين أهدافها للتشدد في الميزانيات. ويشاطر هذا الرأي بيتر أوسترتاج العامل الميكانيكي المقيم في بورت سيفيرن القريب من هانتسفيل. وقال ''إنه هدر لأموال دافعي الضرائب. كان من الممكن إنفاقها لإصلاح الطرقات والإضاءة العامة ولأمور أخرى كثيرة''.
وارتأت جارته أنطيونيتا ميكاليف، التي تعمل طباخة، أن تنفق هذه الأموال بالأحرى على ''المستشفيات والمساحات المخصصة لألعاب الأطفال''. وأكد وزير المالية جيم فلاهرتي من جهته ان النفقات المخصصة للأمن ضرورية. فبعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ''جاء دور كندا''، كما قال. لكن وسائل الإعلام رأت أن كندا تنفق أكثر بكثير من سابقاتها. وأقر مسؤول حكومي طلب عدم كشف هويته بهذا الأمر. وقال إن ارتفاع النفقات ناجم عن الحاجة لحماية الموقعين اللذين يبعدان مسافة نحو 200 كيلومتر عن بعضهما البعض. واختير موقع مجموعة الثماني أولا قبل أن تقرر مجموعة العشرين التي يتطلب اجتماعها بنى تحتية أكبر، في أيلول (سبتمبر) في بيتسبرج (الولايات المتحدة) الالتقاء في تورونتو.