هاجس التجميل الخارجي

بدا المنظر من الخارج مبهجا للغاية، المداخل نظيفة، والحدائق تم تهذيبها بشكل لافت. لكن الصورة من الداخل لم تكن كذلك.
مثل هذه الأمور أصبحت مسائل معتادة في عالمنا العربي، وهي تستشري في القطاعين العام والخاص.
هناك مهندسون متخصصون في تجميل الصورة وإعادة ترتيب التقارير وتضخيمها حتى تعطي مفعولاً سحريا لمن يقرأ ويتابع. لكن الحصيلة على صعيد الواقع ضحلة للغاية.
يعترف أحد الأصدقاء العاملين في جهة ما، بأن خدعة التقارير لعبة تمارسها قطاعات كثيرة باحترافية عالية، ويضيف: أحياناً تقرأ أن هذه الجهة أو تلك نفذت في غضون شهرين 100 نشاط. لكنك عندما تدقق في الرقم تكتشف أن نسبة كبيرة من محتويات القائمة لا يمكن إطلاق نشاط عليها، بل إنه هو مجرد عنوان تمت إضافته إلى قائمة المنجزات كنوع من زيادة الوزن كي تصبح المعلومات المتاحة مالئة للعين من ناحية الكم فقط.
هاجس التجميل الخارجي، جعل كثيرا من المنشآت تنشغل عن الاهتمام بالمضمون، بشكليات لا أهمية لها، ومن أجل هذه الشكليات لن تعدم أن تجد ناصحاً، طلبت منه إحدى الجهات المشورة، فجعل استشارته تتركز في كيفية تحويل الإخفاق إلى فشل، ليس بشكل حقيقي، بل بطريقة دعائية تجعل الكل يعتقد أن الأمور أفضل مما هي عليه في الواقع.
هذا الأمر يتسبب في صدمة قوية، عندما يأتي حدث ما، يكشف أنه تم التلاعب في المعلومات المعطاة للرأي العام. سابقا كان التدليس يصل إلى مسألة أضخم وأكبر وأطول وأعمق. لكن اليوم أصبح بعض هؤلاء المدلسين يخجلون قليلا، إنما لا يتوقفون عن الكذب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي