خمس سنوات والمزيد قادم
احتفلنا كسعوديين الأربعاء الماضي التاسع من حزيران (يونيو) 2010 بالذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في المملكة. مرت السنوات سريعا، ولكنها اقترنت بإنجازات وعطاءات كبيرة، أحدثت نقلة نوعية ورسخت التوجه الحكيم لدى قادة هذه البلاد لرفع اسم ومكانة المملكة وأهلها عاليا بين الأمم. من أصعب اللحظات التي تمر على الكاتب أن يحاول الكتابة عن إنسان مُلئت القلوب بحبه، ومنجزاته تشاهد في كل مكان. مصدر الخشية ألا نفي هذا الرجل حقه، وهو الذي نتعلم منه كيف يكون المعنى الحقيقي لحب كل شبر في هذا الوطن. ولكن من الوفاء أن نشكر كل مخلص في هذا الوطن على ما يقدم، وأن نسير على خطاه للرقي بوطننا وأمتنا.
شهد العالم في السنوات القليلة الماضية عديدا من الأحداث، خصوصا الأحداث الاقتصادية والتي أثرت في كثير من دول العالم، وكانت ستؤدي إلى نتائج مأساوية لولا لطف الله فالأزمة المالية العالمية كادت تقضي على اقتصاديات دول كبرى في العالم. ومع كل ذلك فقد من الله ـ سبحانه وتعالى ـ على هذه البلاد وبفضل قيادتها المحنكة، المحافظة على استقرار الاقتصاد المحلي في أحلك الظروف. وذلك من خلال السياسة المالية الحريصة، التي اعتمدت على تحقيق الاستقرار المحلي وضخ مزيد من المشاريع التنموية التي ساهمت في تطور الوضع الاقتصادي كثيرا فالتوسع في الإنفاق على التعليم وتأسيس المدن الاقتصادية، وتوسيع قاعدة المبتعثين، كل هذا ساهم بحق في تحقيق الاستقرار المنشود، وساعد على تجاوز الأزمة المالية العالمية دون أن نتأثر بعواقبها.
ذكر كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك ديكسيا لإدارة الأصول انطون براندر في صحيفة القبس الكويتية لعددها الصادر يوم الأربعاء 19 أيار (مايو) 2010 (13280)، أن «السعودية تعد ثالث أكثر دولة تحفيزا لاقتصادها في العالم من بين دول مجموعة العشرين». لا شك أن هذه الإشادة الدولية تعد وسام فخر نفتخر به كثيرا. مثل هذه التقارير تعد دعامة قوية لاستقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في المملكة فالفرص التي تتيحها المملكة للاستثمار عديدة ومتنوعة. والمملكة بحول الله مقبلة على طفرة نوعية في المشاريع الاقتصادية التي ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما يطمح لها خادم الحرمين الشريفين.
عندما نرى أن المملكة استطاعت وفي أحلك الأزمات أن تخلق الاستقرار للأسواق المحلية والدولية بصفتها من أكبر الدول المصدرة للبترول نستبشر خيرا ونتنبأ بأن يكون لهذا البلد العظيم دور كبير في فترات الاستقرار، والسنوات المقبلة ستكشف لنا عن مشاريع الخير التي ستساهم في الرقي باقتصاد المملكة، التي ستعزز من مكانة المملكة بين الدول الاقتصادية العظمى في العالم. وهو ما يتطلب من أبناء هذا البلد أن يبذلوا المزيد في سبيل إنجاز ما تصبو إليه هذه القيادة الحكيمة. حفظ الله بلادنا من كل مكروه، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأدام الله علينا نعمه.