روافد أحمد الدويحي

بين الحاكي والمحكي عنه، تدور كاميرا برنامج روافد الذي تبثه قناة العربية، لتنقل صورة خالية من الرتوش حول حياة المثقف ورؤيته. هذه صيغة نادرة في البرامج المتلفزة، تمزج بين الحوار والتعليق بين فينة وأخرى لإلقاء إضاءة على تفاصيل معينة بشكل مختصر. وهكذا قدمت قناة العربية من خلال دقائق صورة مكثفة للروائي السعودي أحمد الدويحي. كانت الحلقة كما هو حال حلقات أخرى تصوغ جزءا من حكاية الثقافة والرواية والفن والإعلام في المملكة.
هذا جهد جميل. ويعطي لمحة ـ لا أزال أراها ناقصة ـ عن إيقاع الحياة الثقافية في المملكة. وكنت ما أزال أرى أن جهود الفضائيات المملوكة في غالبيتها لمستثمرين في المملكة قاصرة عن نقل صورتنا بشكل يرضينا ويجعل الآخر يعيد قراءتنا بشكل صادق.
صورة المثقف الذي يسهم بجهده في تغيير المجتمع، لا تزال ضبابية في ذهن الآخر العربي. ولهذا فنحن كنا ولا نزال نقرأ طروحات هنا وهناك عن الظلامية والفكر الظلامي وثقافة النفط وثقافة الصحراء وغيرها من المصطلحات السلبية التي لا يقابلها مع الأسف مجهودات كافية من أجل الإسهام في تغيير تلك الصورة الذهنية الجائرة.
في «روافد» تلمح إيقاعا يحاول أن يستشرف الصورة الإيجابية. وجمالية هذه الخطوة التي تدعمها قناة العربية من خلال برنامج روافد، أن الفكرة تأتي ضمن حزمة من المثقفين العرب الذين تقدمهم، ويأتي من ضمنهم المثقف السعودي، ليعطي بشكل غير مباشر تلك الصيغة الإيجابية التي ننشدها. غير أننا لا نزال نطمح أن نجد صيغة مكثفة من هذا الصدى الذي يتركه برنامج روافد في قناة العربية، ولكن هذه المرة من خلال قناتنا الثقافية، التي أرى أنها لا تزال تدور في طاحونة الشيء المعتاد والسهل الذي لا يستفيد من بريق الصورة التلفزيونية، ولا يعطي الملامح التي نطمح إليها والتي تليق بثقافتنا التي تسير وتنتشر بالدفع الذاتي وبالجهد الخاص لهذا المثقف أو ذاك.
أمام القناة الثقافية كثير من المساحات الفارغة التي يمكن أن تحتلها لو حظيت جهود وطموحات معالي وزير الثقافة والإعلام بالأدوات المتميزة التي تخدمها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي