رجال يبقون دائما في الذاكرة
يمر على الناس في حياتهم عديد من الأسماء والشخصيات، التي منها البارز والمؤثر، وممن يتركون بصمات يتذكرها الجميع جيدا، عند الخوض في الجانب الذي أنجزوا فيه وبذلوا له جهدا كبيرا ليحققوا الأهداف المرجوة منه، وعلى النقيض تماما، فسنجد من هؤلاء من لا يتذكرهم أحد، أو ينقم عليهم لسوء تدبيرهم وضعف ما قدموه فيما أوكل إليهم من ثقة.
واليوم ومع التطور الهائل الذي يعيشه الاقتصاد السعودي، نجد أن هناك رجالاً بالفعل يستحقون التقدير والثناء والإشادة، على الجهود الجبارة التي بذلوها على حساب أنفسهم، بغرض تحقيق هدف أو أهداف معينة يراد منها الرقي لهذه البلاد الخيرة، وتقديم الأصلح والمستدام لمواطنيها.
إن هذه الشخصيات كثيرة .. ولكني أذكر على سبيل المثال لا الحصر، الدكتور خالد السليمان وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة سابقا، الذي عين أخيرا نائبا لرئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية المتجددة، فهو من الرجال المخلصين الذين وضعوا بصماتهم في تطور ونمو الصناعة السعودية، التي أصبحت تضاهي عديداً من الصناعات على المستوى العالمي، نتيجة لجهود جبارة ودعم سخي من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، وترجمها على أرض الواقع أمثال هؤلاء الرجال.
لقد أسهم الدكتور السليمان حين كان وكيلاً لوزارة التجارة والصناعة، في وضع الاستراتيجية الوطنية الصناعية، هذه الاستراتيجية العملاقة، التي وصفها أغلب المراقبين المحليين والعالميين، بأنها استراتيجية جبارة ومكتملة الأركان، لو طبقت في أي بلد كان لنهضت بصناعته، وأوصلته إلى العالمية، لينافس بها الاقتصادات الكبيرة والمؤثرة في العالم.
إن الدكتور خالد السليمان عمل بجد وتفان ليس في هذه الاستراتيجية فحسب، وإنما سبق هذا التفاني على مدى الأعوام الماضية، جهود أخرى في مختلف مجالات الصناعة، ومحاولاته دوما تذليل المعوقات والمشكلات التي تواجه الصناعيين في المملكة على مختلف توجهاتهم وآرائهم، فقد كان المتابع الدائم، والمبادر الأول في حل المعوقات إن وجدت، فكثيرا ما نرى أفعاله تسبق أقواله، وحضوره ووجوده الدائم، ومتابعته لكل ما من شأنه رقي وتطور الصناعة السعودية، فلهذا الشخص كل التقدير والاحترام من الصناعيين على جهوده الجبارة، التي نسأل العلي القدير أن يجعلها في موازين حسناته، وينفع بها هذه البلاد الخيرة.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالشكر إلى خلفه الدكتور توفيق الربيعة المكلف في وكالة وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة، الذي كان رئيسا لهيئة المدن الصناعية، فهو الآخر قدم الشيء الكثير لتطور المدن الصناعية في البلاد، وأضاف إليها الكثير منذ توليه رئاستها، سعيا منه في تحقيق الأفضل لها وللصناعة السعودية بوجه عام.
إن هؤلاء الرجال عديدون في مختلف مجالات العمل لدينا، ولكن المقام يصعب من خلاله حصرهم، فولاة الأمر - أيديهم الله - يحرصون كل الحرص على اختيار الأنسب، ممن يجعلون الله أمام أعينهم في الصغائر قبل الكبائر، ويبذلون الغالي والنفيس لتطور ونمو الوطن الغالي، فللجميع منا الشكر والتقدير والاحترام .. ومن أخفق لا وجود له بيننا .. سدد الله خطى ولاة أمرنا، وحفظ وطننا من كل مكروه.