الجمعية السعودية للابتسامة
التوجه الذي تم الإعلان عنه أخيرا عن تأسيس الجمعية السعودية للابتسامة يستحق التقدير. من المؤكد أن هناك مهام كثيرة تنتظر هذه الجمعية، وعلى رأس هذه المهام إشاعة ثقافة الابتسامة في المجتمع.
التعامل مع الابتسامة بنوع من الارتياب، يحد من إشاعة هذا السلوك اللطيف. فالبعض يعتقد أنه لا ينبغي عليك أن تبتسم إلا لمن تعرف، أما من لا تعرف فالأولى أن تتصنع في مواجهته التجهم باعتبار أن هذا من مكملات الشخصية القوية فيما يبدو، بينما واقع الأمر أن غياب الابتسامة فيه استعلاء لا مسوغ له لا في العرف ولا في الدين.
وإذا ما عانت الجمعية السعودية للابتسامة التأخر في إصدار ترخيصها من وزارة الشؤون الاجتماعية بسبب الروتين، فإنني أقترح على أعضائها أن يلتقطوا مجموعة من الصور لأناس في أماكن مختلفة وأن يرصدوا من خلالها ردود أفعال الناس عندما يمرون بجوار بعضهم سواء في السيارة أو في الممشى أو في السوق. هذه الصور تمثل وثيقة من شأنها أن تعطي حافزا لوزير الشؤون الاجتماعية للتعجيل بالموافقة على إطلاق الجمعية. وهناك مزيد من الصور التي يمكن أن يتلقطوها لعاملين في القطاعين الحكومي والخاص يتعاملون مع الجمهور بطريقة بعيدة عن الذوق والحس الإنساني. وهؤلاء ربما تتغير سلوكياتهم لو شاهدوا صورهم من خلال كاميرات "ابتسامة". وإن عز على هذه الكاميرات أن تلتقط صورهم فلا شك أنهم يمكن أن يشاهدوا صورهم في مرايا الآخرين وفي كلماتهم وردود أفعالهم التي كان بالإمكان أن تختفي لو حاول هذا الشخص أو ذاك أن يكون إنسانا.. فقط.