د. الفعر: خطبة الجمعة تلقى بالعربية وتغير حسب لغة أكثرية المصلين

د. الفعر: خطبة الجمعة تلقى بالعربية وتغير حسب لغة أكثرية المصلين

أوضح الدكتور الشريف حمزة بن حسين الفعر عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى, أن الصلاة في المسجد المخصص للصلاة الذي يصلي فيه عدد أكبر لا شك أنه الأفضل، بل الواجب في بعض الأحيان إذا لم تكن هناك صلاة جماعة في غيره، وأمكن للمسلم أن يصلي فيه، لكن إذا كان الحال - من أن هذا المسجد لا يكفي لكل المصلين فلا حرج على المسلمين في الصلاة جماعة في مكان آخر حتى ولو لم يكن مخصصاً في الأصل للصلاة، ولا مبنياً على هيئة المصلى؛ لأن الصلاة تجوز في كل مكان طاهر مباح كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما- ورواه عدد آخر من الصحابة أيضاً بألفاظ متقاربة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ''أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأيُّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة ''رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
وأشار الدكتور الفعر إلى أن من أعظم مقاصد صلاة الجمعة اجتماع المسلمين فيها، ولهذا لا يجوز تعددها في البلد الواحد إلا إذا كانت هناك حاجة؛ كازدحام المسجد، وعدم كفايته للمصلين، أو تباعد المنازل كثيراً مما يرتب المشقة على المصلين ونحو ذلك، فإنه يجوز حينئذٍ تعدد الجمع بقدر الحاجة، وإذا وجدت الحاجة، فإنه لا يشترط لأداء الجمعة مكان مخصوص فتصلى في المساجد الكبيرة، والمصليات وغيرها من الأماكن الطاهرة المباحة، لقوله – عليه الصلاة والسلام: ''.. جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً '' رواه البخاري ومسلم.
وتطرف الدكتور الفعر إلى أهمية الخطابة باللغة العربية, وهي لغة القرآن، ولغة أهل الجنة وحسبك بها شرفاً أنها لغة الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ والهدف منها تذكير المصلين ووعظهم، فإن كانوا جميعاً أو أكثرهم عرباً فإنها تكون بالعربية، وإذا كان أكثرهم من غير العرب، فإن الخطبة تكون باللغة التي يفهمها الحاضرون، مع الحرص على أن يكون الحمد لله والشهادتان باللغة العربية مع قراءة ما تيسر من القرآن، ولو آية، وفي هذا حـثٌ للمسلمين من غير العرب على تعلم العربية، وفيه إظهار لشرفها وقدرها بينهم، وعندما يخطب الإمام بالعربية ويوجد بعض المصلين من غير العرب فلا بأس من ترجمة الخطبة لهم بغير العربية، ويختار ما هو الأنسب والأوفق في وقت الترجمة، أثناء الخطبة بحيث يتكلم الخطيب قليلاً ثم يترجم هو أو يترجم غيره كلامه، ثم يخطب قليلاً وهكذا، أو بين الخطبتين أو بعد نهاية الخطبة وقبل الصلاة.
وأكد فضيلته أن الإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال ونقل المعلومات فيها فوائد كثيرة، وفيها سلبيات لا تخفى، فهي رافد من روافد العلم والمعرفة، وإن كانت لا تغني عن الرجوع إلى المصادر الأصلية، ولا عن مشافهة العلماء، ولا حرج على الشباب وغير الشباب من الإفادة مما فيها من خير حتى في العلوم الشرعية والفكرية، مع الاهتمام والعناية بالأخذ عمن يوثق بالإفادة منه، وذلك يحصل بالمعرفة وبالتحري، وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة