تجريم هيئة كبار العلماء تمويل الإرهاب سيثقف الشباب
واصل عدد من الدعاة الحديث عن بيان هيئة كبار العلماء في تحريم تمويل الإرهاب, وأكدوا أن هذا البيان وضع النقاط على الحروف, وأنه يأتي حماية من الأفكار الضالة, التي هدفها العبث بأمن الوطن.
وقالوا إن خير وسيلة للرد على هؤلاء البعد عن هذه الأفكار الضالة والسير عليها، وأشادوا بحرص هيئة كبار العلماء على التوجيه والنصح الواضح للناس وكشف فكر هؤلاء المتخذين من الإرهاب وسيلة يسيرون عليها في حياتهم, وهذا أمر مخالف للشرع, والنصوص الشرعية في ذلك كثيرة كما تطرق لها بيان هيئة كبار العلماء.
#2#
بداية تحدث إبراهيم بن محمد اليحيى وكيل وزارة العدل المساعد للتسجيل العيني للعقار عن تمويل الإرهاب فقال: إن تمويل الإرهاب لم يأت إلا بالشر لهذه البلاد الآمنة المطمئنة، وإن الذين يقومون بتمويل الإرهاب يسيرون في طريق مظلم وهم ينفذون مخططات الإفساد في الأرض، ويقومون بزعزعة الأمن في البلاد وإشغال الجهات الرسمية عن التنمية والبناء، وهم فاقدون لكل مقومات البناء الفاعل في المجتمع بهذه الأفعال المشينة والأعمال الإجرامية التي يحصل بها الأذى وزعزعة الأمن في البلاد، وهذا المنهج الضال والباطل لا شك أنه يجعل مصير مرتكبيه إلى خطر دائم عليهم، لأن ما يقومون به لا يعد مسلكا صحيحا، ولعل بيان هيئة كبار ألقى الضوء على هذا الفكر وخطر تمويل الإرهاب الذي يسيرون عليه, الذي لا يحمل مشروعاً غير التخريب والإفساد والإرهاب الذي لم يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه، الإرهاب لا يعرف وطناً، ولا جنساً ولا زماناً ولا مكاناً، والمشاعر والعقول كلها تلتقي على استنكاره ورفضه والبراءة منه ومن أصحابه.
ولذلك أهيب بالأسرة المسلمة والدعاة والمصلحين بالقيام بمسؤولية توعية الناشئة والشباب وتبصيرهم بما يحميهم من التخبط في أوحال الدعوات المضللة والعصابات المنحرفة، وتنقية عقولهم من الأفكار الضالة التي تستغلهم لإيقاعهم في براثن هذه الأعمال الشريرة, نسأل الله أن يقيهم شر الفتن, وأن يدلهم على الطريق الصحيح الذي يقودهم إلى صلاح الأخلاق والدين والسير على ما يحب الله ويرضى.
خطر يهدد المجتمع
#4#
من جانبه, يقول مفرح الحقوي نائب دار أم أسيد الأنصارية, إن تمويل الإرهاب خطر يهدد المجتمع, والمصيبة أن ضحاياه هم أبناء الإسلام والمسلمين, والعنف والإرهاب لا يأتي بخير, ففيه تدمير للممتلكات والمنشآت, وقد شاهدنا مثل هذا في أوقات سابقة من فئة ضالة، ونحن يهمنا أن يتراجعوا عن هذا الفكر المترسخ لديهم الذي زينه لهم أصدقاء السوء الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا, فالعنف لا يأتي بخير والروح الدموية لتوجهات أصحابه الفكرية هي المصيبة الكبرى التي يعانيها هذا الوطن الشامخ.
وأشار الحقوي إلى ضرورة توسيع دائرة العلاقة بين العلماء والدعاة والشباب, وأن يقوموا بتوجيههم التوجيه الصحيح, وعلى الشباب أن يدركوا أهمية رجوعهم للعلماء والسير على نهجهم حتى لا يقعوا في فخ هذه الانحرافات الضالة, والسير على طريق عملهم وهم دون شك يسيرون في نفق مظلم لا يعود بالخير على الوطن.
من جانبه, قال: الشيخ أحمد العباد داعية متعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية "لا شك أن هذا الفكر يعد مثل الوباء له جذوره وأصوله ومن يغذيه ويموله, وبيان هيئة كبار العلماء حول تحريم تمويل الإرهاب أمر مثلج للصدر, ولا بد من الاستفادة منه وتوجيه الشباب ليكون بعيدين عنه, وقد كان تعامل القيادة في هذا البلاد مع أصحاب هذا الفكر الضال تعاملا رائعا, ظهرت ثماره, ونتمنى أن يستمر السير على النهج الذي كشف كثيرا من أمور هذا الفكر وانحرافه، ولعل الميزة التي تجلت في كون الذين تربوا على هذا الفكر يجلسون مع العلماء والمفكرين وعلماء النفس في الوصول إلى إبعادهم عن هذا الفكر الذين يسيرون عليه, وهذا في حد ذاته يعد فكرا رائدا للحصول على نتيجة صحيحة للتعامل معهم، ولذلك فإنه لا بد من التوجه للشباب من قبل العلماء لتوجيههم وإبعادهم عن الاستمرار في براثن هذا الفكر الضال, وينبغي التعرف إلى جذورهم واقتلاعها وإيقاف من يعلي وهجهم، ولا بد أن يتعاون المجتمع على حفظ الأبناء من الولوغ في هذه الفتنة, فهناك شباب لا يراوح أعمارهم بين 20 و25 عاما يكونون ضحية لهذا الفكر الضال، ويكون لهم فكرهم المريب والمروع، نسأل الله أن يردهم للحق ردا جميلا ويكونوا من حماة الوطن.
#3#
من جهته, أوضح الشيخ مسعود الغامدي - المشرف العام على قناة "الخليجية" سابقا, أن تحريم تمويل الإرهاب وتجريمه من قبل هيئة كبار العلماء أمر يؤكد اهتمام علمائنا بهذا الخطر المنتشر, ومثل هذا البيان لا بد منه لأنه يسهم في إبعاد خطر أصحاب الأفكار الضالة, ونتمنى أن تلعب وسائل الإعلام, بل جميع وسائل الاتصال, ومنها الإنترنت, دورا في العمل على حماية الشباب من الأفكار الضالة حتى لا يكونوا فريسة سهلة لهؤلاء الممولين للإرهاب, والدولة تبذل جهدها من أجل أصلاح الأبناء, وهذا أمر مفروغ منه, ونسأل الله أن يتكلل بخير.
وهذه القضية لا تخص جهة بعينها, فلا تخص الإعلام وحده, ولا تخص الجهات الأمنية وحدها, وإنما أرى أن القضية قضية مجتمع، وأرى أن التوعية بهذه الأشياء أمر ضروري وفاعل ومن أهم أهداف وسائل الإعلام، وأن وسائل الإعلام أصبحت مؤثرة كثيرا في نشر الوعي وتحديد الفكر, كما أن هذا ا يتطلب جهدا من الجهات المعنية، فهي تربي هذه العقول الغضة, فلا بد أن نربي الشباب ونحاول أن نصلح عقولهم بشكل يتناسب معهم, والتوعية ليست فقط مقتصرة على جانب الشجب والاستنكار واللوم والتوبيخ والتقريع لهذه الفئة، هذا جانب من الصورة فقط يظهر غضب المجتمع، لكن الجانب الأهم والأعظم هو التوعية، توعية فئات المجتمع عموما وتوعية الشباب الذين لم يقعوا في هذا الخطأ، بطريقة هادئة مدروسة علمية غير منفعلة وبطريقة تعتمد على الحقائق وعلى تجسيد مفهوم الدين الصحيح في عقول وأذهان وأفكار الشباب.