خطباء مساجد ودعاة يشيدون بتحريم هيئة كبار العلماء تمويل الإرهاب
أكد عدد من أئمة المساجد ضرورة الاستفادة من بيان هيئة كبار العلماء عن تحريم تمويل الإرهاب والتنبيه على خطره على الأمة والمجتمع، وأشاروا إلى أهمية تعامل الأسرة مع الأبناء واحتوائهم حتى لا يقعوا فريسة سهلة لأصحاب الأفكار الضالة الذين يمولون عمليات الإرهاب، وتمنوا أن يكون هناك تعاون كبير بين أئمة المساجد والأسر في تهذيب أخلاق الأبناء وإبعادهم عن خطر الإرهابيين، وتحدثوا عن أمور أخرى متعلقة بتمويل الإرهاب.
في البداية أكد الشيخ محمد علي زبرماوي إمام مسجد الزبير في مكة, أن المساجد تعد صمام الأمان للمجتمع الإسلامي ولها دور كبير في المساهمة في توعية المجتمع، وعندما يتعلق الدور بالأمن والاهتمام فإن المسؤولية تصبح كبيرة، وأي مجتمع إذا لم يحظ بالأمن والأمان فإن حياته تكون صعبة جدا, بل تكون خطرة ويعيش حياة بلا معنى، والجميع تلقى كلمات هيئة كبار العلماء في بيانهم التاريخي عن تمويل الإرهاب وخطر ذلك على المجتمع وأبنائه، وهو لم يتحدثوا من فراغ, بل من حرص على السير على الطريق الصحيح، ولا بد أن نسير على نهج نبينا - عليه الصلاة والسلام - فهو القدوة لنا، ويمكن للذي يقرأ القرآن بتمعن أن يطلع على نماذج من أقوال الأنبياء البليغة والمؤثرة التي كانت حججا بالغة على أقوامهم، وكانوا يدعون إلى الله - سبحانه وتعالى - ليلاً ونهاراً, سراً وجهراً، ولا ينتقص منهم كون الأقوام لم يستجب بعض لهؤلاء الأنبياء لتمسكهم بأفكارهم الباطلة، ولذلك فإن المسؤولية الملقاة على عواتق الخطباء وأئمة المساجد كبيرة بالتعريف بخطر المخربين والمفسدين الذين يسعون إلى زعزعة الأمن، ولا بد من التواصي بالنصيحة لهم ومواصلة العمل، وأن يصبروا على هذا العمل والله يحب الصابرين الذين يهمهم كثيرا النجاح وغرس معاني وثقافة الأمن والسير عليها، والعمل لما يكون فيه مصلحة الوطن والمواطنين.
#2#
أكد الشيخ عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ الأمين العام لجائزة الأمير سلطان في حفظ القرآن الكريم للعسكريين أن دور إمام المسجد أو الخطيب لا يقف عند وقوف المصلين خلفه وبدء صلاته بالتكبير ويختمها بالتسليم, بل ينبغي أن يتعدى دوره إلى الدور الوعظي والإرشادي من خلال خطبة الجمعة ومواعظه وإرشاداته, والدور التعليمي والتربوي من خلال الحلقات العلمية في المسجد والتنظيم لها, وبالنسبة للدور الاجتماعي يكون من خلال أن يتطوع هو وبعض الطيبين بتفقد أحوال المحتاجين من الأرامل واليتامى والمعوقين لمساعدتهم, كذلك هناك دور أمني حينما يلاحظ الظواهر المريبة ولا موروثة التي لا تليق فيبادر إلى إبلاغ الجهات المسؤولة فورا ويقوم بدور إصلاح ذات البين بين الجيران وتأليفهم حينما يسمع أو يجد مشكلات فيتدخل فيها لإصلاح ذات البين وحل هذه المشكلات, وأيضا الشعور بأن أبناء الحي هم أبناؤه, فإذا رأى شيئا لا يقول هؤلاء ليسوا أبنائي بل يبادر بالنصح والتوجيه لهم ويعتني بهم العناية البالغة.
وأشار آل الشيخ إلى ضرورة تعاون جماعة المسجد مع الإمام, لأن ذلك يسهم في التفاف الجميع وحرصهم على على نفع الحي وأهله، ولا سيما الأمور الأمنية التي يسهم التعاون فيها على القضاء على العابثين ويسهم في استتباب هذا الأمن, النعمة العظيمة التي أنعم الله بها علينا، وكذلك توجيه الشباب بالبعد عن الأفكار الضالة التي يبثها بعض المفسدين والإبلاغ عنهم والعودة إلى كبار العلماء، ولعل بيان هيئة كبار العلماء الأخير عن تمويل الإرهاب فيه من التوجيه الذي ينبغي أن يستفيد منه أئمة المساجد والخطباء من أجل القضاء على الأفكار الضالة ومن يسيرون على نهجهم والأخذ على أيديهم وجعلهم عبرة لمن اعتبر، نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يأخذ بأيدينا للبر والتقوى.
#3#
ويرى المحامي والمستشار الشرعي سامي الخلف وإمام وخطيب سابق: أن لكل عصر من العصور قضاياه الخاصة، ومشكلاته التي ينشغل بها، ويتفاعل معها، والخطيب في هذا العصر يجد أمامه موضوعات جديدة مختلفة عن موضوعات مرت في عصور سابقة.
ولعل من موضوعات الساعة هو ما تطرق إليه بيان كبار العلماء عن خطر تمويل الإرهاب, الذي أوضحوا فيه خطر هذه الجريمة وضرورة معاقبة هؤلاء المجرمين، وينبغي على أئمة المساجد أن يجعلوا مثل هذه القضايا نصب أعينهم ويهتموا بالحديث عنها.
والحقيقة أن هناك عديدا من المساجد لا تتعرض للقضايا التي تهم الناس وتعالج مشكلاتهم، وتتجاهل الجوانب الأساسية في حياة المسلمين.
وقال إن المسلم وهو يرتاد المساجد بشكل مستمر يحتاج إلى تناول القضايا التي تعالج وضع المجتمع, لأنه ـ مع الأسف الشديد ـ ربما بعض الخطباء لا تسمع منه خطبة واحدة عن قضايا خطيرة مثل قضية تمويل الإرهاب أو قضايا أخرى كبعض الكوارث التي تصيب المجتمع كقضية كوارث المرور التي أهلكت كثيرا من الأرواح وكيفية المشاركة في علاجها, وربما لا تجد خطيباً يتكلم عن تلوث البيئة أو الاستفادة من أوقات الفراغ فيما يعود على الناس بالفائدة وغير ذلك من الموضوعات المهمة في حياة كل مسلم ومسلمة, لذا لا بد من تناول هذه القضايا التي تعالج مشكلات المجتمع والاستمرار في التجديد فيها ولا تكون قضايا مكررة.
وقال الخلف دون شك إن منبر المسجد يعد من أهم الوسائل التي يمكن أن تسهم في نشر الأمن، فيدعوها إلى إصلاح ذات البين، والتعاون على عمل الخير وتقديمه للناس في صورة تظهر عظمة الإسلام, لذا فإن تخويف المخلين بالأمن والذين تسول لهم أنفسهم إيذاء الآخرين من خلال خطب المساجد وتوجيه أئمة المساجد سيكون له أثره في تقديم التوعية المطلوبة، وتنبيه الناس إلى خطر هؤلاء وأثرهم في العبث بالأمن، وهذا من أهم ما يقدمه المسجد لمن يرهقون قوى الأمن، ويؤثرون في عمليات التنمية والبناء.
المسلم الذي يحرص على التقرب من الله ليس هو ذلك العابث الذي يحمل السلاح ليعتدي به على أخيه الذي صلى مثل صلاته.
ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ''من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته''؟ كذلك ألم يقل ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''سباب المسلم فسوق وقتاله كفر''؟ نسأل الله أن يوفقنا وجميع إخوننا لما يحب ويرضى, إنه جواد كريم.
من جهته, يرى الشيخ خالد التركي إمام مسجد عمر بن الخطاب سابقا, أن بيان هيئة كبار العلماء بيان واضح وصريح ويضع النقاط على الحروف بالنسبة لخطر أصحاب الفكر الضال وأعوانهم في الداخل والخارج لأنهم ما زالوا يعيثون في الأرض فسادا وعلى استعداد تام للقيام بتنفيذ ضربات تخريبية وتخطيط إجرامي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح الآمنة وإتلاف الممتلكات في بلادنا, إلا أنه بفضل الله ـ سبحانه ـ أولاً, ثم بجهود ولاة الأمر ورجال الأمن الأوفياء والمخلصين لدينهم وولاة أمرهم وبلادهم وأوطانهم الإسلامية استطاعوا إيقاف مهازلهم, خابوا وخسروا وأبطل الله كيدهم ورد شرهم إلى نحورهم، ''والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين''.