تصفيق حاد
يؤخذ على بعض المثقفين والأدباء الجدد حرصهم على الخروج على النص في الشكل وفي المضمون، وهذا الخروج يدفعهم إلى نوع من التنطع المضاد عبر ممارسات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها هزلية.
وقبل بضعة أعوام، خرج علينا أحد هؤلاء وهو يعلن أنه يحلم أن يمتطي دراجته النارية ويحمل خلفه صديقته ويجول بها داخل مدينته الصغيرة.
لا أحد يجزم، هل كان علينا أن نسوق مثل هذه الصورة بعد أحداث 11 سبتمبر؟ وهل حقق لنا هذا التسويق ما ننشده؟ وطالما أننا قبلنا بتصدير مثل هذه الصورة، فلماذا غضبنا من مبادرة الـ MTV إلى عرض سلوكيات بعض شبابنا عبر برنامج Resist the power .
أصبحت الرغبة في لفت الانتباه تتلبس أناسا لدينا بعضهم صغار ونعذرهم ولكن لا يمكن أن نلتمس العذر للكبار، ولا أرغب أن أسمي أحدا لأنني لا أريد محاربة طواحين الهواء.
حديثا نشرت إحدى الصحف حوارا مع شاعرة سعودية ذهبت إلى القاهرة للمشاركة في تمثيلنا في أمسية شعرية، وجرحت يدها عمدا وهي تلقي قصيدتها بدعوى أن هذا من مكملات الإبداع.
هناك مصطلح أستحي أن أسوقه هنا يطلق على من يصر على امتطاء دراجة نارية. أما تلك التي جرحت يدها بالمشرط، فكان الأولى بمستضيفيها أن يحملوها بشكل عاجل إلى طبيب نفسي.
بعض الثقافة لا تصيب المجتمع بالمغص فقط، بل تكرس فيه الإعاقة وهي تزعم أنها تتبنى التقدم والتطور.
المشكلة أن هناك من يمارس التصفيق حتى لا يوصم بالتخلف.