المضمار المعاكس
طريق سريع، سيارات، تهور... فحادث! ليس بالضرورة أن يكون الحادث كبيرا أو قاتلا. لنفرض أنه حادث صغير بين سائق أجنبي لا يعرف اليمين من اليسار، وشاب سعودي .. أو عذراً، طفل سعودي. بعد الشد والسب يتصل أحدهم بـ «نجم» ليصل إليهم بعد قرابة الساعتين! لا يهم، فاحترام الإنسان قليل لدينا! خلال هذه الفترة قد وقفت عشرات السيارات للاستمتاع بهذا الحدث الفريد! نعم... أنا أتحدث عن الشارع المعاكس! أتعجب من هذا الفضول الغريب، فبلادنا تتمركز في لائحة الدول الأكثر حوادث حتى اعتاد الناس رؤية وسماع جميع «أنواع الحوادث!» المذهل في الأمر أن السيارات في «المضمار» المعاكس.. أو عذراً في الطريق المعاكس معرضة لحادث أكبر من الحادث الاصلي! فعندما تنخفض سرعة المركبة من 110 أو 100 كيلو متر في الساعة إلى 40 كيلو مترا في الساعة في غضون ثوان، أو لأهمية الحدث، في أجزاء من الثانية. في هذه الحالة السيارات القادمة من الخلف تشكل خطراً أشد على من هم أمام وخلف هذه المركبة.
لماذا هذا الفضول غير المبرر؟ وما المدهش في مشاهدة هذه الحوادث؟ فالإنسان الطبيعي، إما أن يتغاضى عما لا شأن له به، ويكتفي بنظره لا تستوجب «التمعن». أو بمقدوره أن يوقف سيارته بعد الحادث بمسافة، يخرج منها، و«يساعد» بما استطاع. ولكن مع الأسف، البحث عن الإثارة ومشاكل الناس، وتصويرها.. ثم تحميلها على اليو تيوب هو الأهم، وهو ما يتسابق عليه شبابنا هذه الأيام .. لكن يجب ألا أعمم، فثمة طيبون يمدون يد العون لإنسان تعرض لحادث أيا كان مقيما أو مواطنا.
سلمان الوسيمر