الأسواق تتأمل في شهر من الدراما القوية
في فترة متأخرة أعلنت وكالة فيتش تخفيض المرتبة الائتمانية للسندات السيادية الإسبانية، وهذا دفع بالأسواق لتهبط بصورة حادة، وأدى إلى وضع علامات استفهام حول شهر أيار (مايو) الذي كان مؤلماً ومحموماً.
وكالة فيتش للتقييمات الائتمانية قد خفضت مرتبة إسبانيا بمقدار نقطة واحدة لتصبح AA+، رغم أنها ظلت تعتبر أن الآفاق ''مستقرة''. يوم الخميس صادقت إسبانيا على برنامج التخفيضات في الميزانية، لكن مع فارق ضئيل في الأصوات. من المتوقع أن ترتفع مبالغ الدين الإسباني لتصبح 78 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2013، مقارنة بنسبة 40 في المائة في عام 2007.
بصورة خاصة، ذكرت وكالة فيتش أن السبب هو إعادة هيكلة بنوك الادخار الإسبانية، التي ترزح تحت وطأة القروض العقارية. في وقت مبكر من اليوم قال بنك مدريد وبنك La Caixa، وهما أكبر بنكين من بنوك الادخار، إنها يسعيان للاندماج مع عدد من البنوك المنافسة الصغيرة. يذكر أن البنك المركزي الإسباني منذ فترة وهو يحض البنوك على اتخاذ إجراءات من هذا القبيل.
مؤشر ستاندارد آند بورز 500، الذي أصيب بالتراجع قليلاً بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال في الولايات المتحدة في أعقاب بطاقة المعايدة من وكالة فيتش، تراجع بنسبة 1 في المائة، وهبط اليورو إلى ما دون مستوى 1.23 دولار، وهبط سعر النفط الخام إلى ما دون 74 دولاراً للبرميل. مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية خسر المكاسب المبكرة التي حققها وأقفل عند هبوط بنسبة 0.2 في المائة.
أقفل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة تراجع مقدارها 1.2 في المائة، منهياً بذلك أسوأ شهر له منذ شباط (فبراير) 2009، حيث تراجع بنسبة 8.2 في المائة. تحسن وضع مؤشر فيكس لقياس التقلب وهبط عن مستوى الذروة، لكنه كان مع ذلك لا يزال أعلى بنسبة 7 في المائة.
يوم الجمعة كان آخر جلسة تداول للشهر بالنسبة لـ ''وول ستريت'' ولندن، وهما مقفلان يوم الإثنين نظراً للعطلة العامة، بالتالي فإن من الممكن أن حركات التداولات كانت مبالغاً فيها، على اعتبار أن عزوف المستثمرين عن الدخول في صفقات جديدة ضمن عطلة نهاية الأسبوع الطويلة من شأنه تقليص السيولة.
ستصدر مجموعة من البيانات الاقتصادية الكلية في الولايات المتحدة، على رأسها أرقام النمو في الوظائف في القطاعات غير الزراعية، والتي يتوقع لها أن تكون في حدود نصف مليون وظيفة، إلى جانب استبيان التصنيع من معهد مديري العرض. ومن المتوقع أن تستولي هذه التقارير على انتباه الأسواق، لكن مشاعر القلق في ''وول ستريت'' حول وضع منطقة اليورو لم يطرأ عليها تراجع حتى الآن.
إريك فاين، وهو مدير للمحافظ لدى مؤسسة فان إيك جلوبال Van Eck Global، قال إن الأثر المترتب على تخفيض المرتبة الائتمانية للسندات الإسبانية ربما يصبح خافتاً في نهاية الأمر، حيث إن موافقة البنك المركزي الأوروبي على قبول السندات من البلدان الهامشية واعتبارها كرهانٍ عمل على تهدئة المخاوف حول الإعسار في الوقت الراهن، كما نرى من اندفاع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا، بنسبة 3 في المائة على مدى الأسبوع، وإقفال العوائد على السندات اليونانية بهبوط مقداره 16 نقطة أساس.
وقال: ''تخفيض المرتبة الائتمانية لإسبانيا لا يؤثر إلا بمقدار وقعه على الثقة في النظام العام بأكمله. البنك المركزي الأوروبي جعل التقييمات الائتمانية لا قيمة لها، لأن أية سندات حكومية يمكن الآن استخدامها في عمليات إعادة الشراء لدى البنك المركزي. لكن الأسواق لا تزال تقرر أي البلدان التي تعاني خطر انعدام الملاءة، وإمكانية أن تكون هناك سيولة لكسب الوقت''.
بصورة عامة لم يكن شهر أيار (مايو) ودوداً نحو المتفائلين بتحسن الأوضاع والأسعار، أو نحو محبي الحياة الهادئة. هبط مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية بنسبة 10 في المائة على مدى الشهر حتى الآن، كما أن العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات هي أدنى بما يزيد على 35 نقطة أساس.
في أوروبا ضاعت المكاسب الأولية بعد أن انعكس وضع ''وول ستريت''. مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا خسر 0.3 في المائة من قيمته، وتراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 0.1 في المائة. متاعب شركة النفط بريتش بتروليوم أدت إلى أن يخسر مؤشر فاينانشيال تايمز في لندن 19 نقطة خلال اليوم.
هناك طلب على سندات الخزانة الأمريكية القياسية، حيث إن بعض المستثمرين يريدون الاستفادة من الملاذ الآمن قبيل عطلة نهاية الأسبوع. هبط العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 8 نقاط أساس ليصل إلى 3.29 في المائة، ولم يتحرك كثيراً إلى الأدنى بعد الإعلان عن تخفيض المرتبة الائتمانية للسندات الإسبانية.
قال كولفين من مؤسسة إم إف جلوبال MF Global: ''لا يزال الانكماش الاقتصادي مسيطراً على الأذهان في الولايات المتحدة. وبالتالي كان المتداولون أكثر رغبة بكثير للخروج من الأسهم ومن اليورو''.
مؤشرات عقود التأمين ضد إعسار الشركات والعجز عن الوفاء بالتزاماتها نحو السندات الصادرة عنها تراجعت قليلاً بصورة عامة مع تحسن المزاج العام.
في آسيا كان التداول القوي في مطلع جلسة التعاملات علامة على الارتياح من تقدم ''وول ستريت'' بنسبة 3.3 في المائة يوم الخميس. لكن المكاسب اختفت مع تقدم اليوم، رغم أن مؤشر فاينانشيال تايمز لمنطقة آسيا – الباسيفيك أقفل بزيادة طيبة مقدارها 1.6 في المائة. ساعد الين الضعيف على زيادة بورصة طوكيو بنسبة 1.3 في المائة، في حين أن مكاسب بورصة سيدني بنسبة 1.6 في المائة كانت منتشرة على نطاق واسع، حيث كان هناك طلب على أسهم البنوك وشركات التجزئة. لكن الأسهم في البر الصيني لم تكن على هذه الدرجة من القوة. هبط مؤشر شنغهاي المركب بصورة يسيرة، رغم أن مؤشر هونج كونج استطاع تحقيق مكاسب بنسبة 1.7 في المائة.