شجعوا اليونان في كأس العالم فقد ينقذ سوق الأسهم!!

انهار السوق السعودي للأسهم يوم الثلاثاء الماضي (25 مايو) بما يوازي 6.75 في المائة نزولاً ليصل عند مستوى 5760 نقطة وسجلت كل القطاعات بلا استثناء خسائر تباينت في حدتها كان من أكبرها قطاع البتروكيماويات بما يوازي 9.35 في المائة وأقلها قطاع الأسمنت بنحو 5 في المائة إذا استثنينا قطاع الطاقة الذي سجل ما يوازي 3.62 في المائة بالسالب. ولعل هذا النزول إن كان مبرراً أو لا يحكي تأكيدا لما قلته وغيري، كان آخره المقال السابق في هذه الزاوية إن السوق لا يحتاج إلى دراسات إحصائية معقدة في منهجيته للتصديق بعدم فعاليته وكفاءته المعلوماتية. إن المشاهد لتقلبات السوق تؤكد أكثر من ظاهرة والتي منها أن السوق في منهجيته أكثر “تطرفاً” من غيره. فمثلاً حين تتابع سوقنا العزيز وهو السوق الذي يحتوي على عدد من الأسهم ليس لها دخل مباشر أو شبه مباشر بأعمالها لما يجري في العالم من أحداث اقتصادية أو مالية تجدها تنهج نفس المسار للسوق خاصة إذا كان المسار هابطاً، علماً بأنه معروف عن هذا السهم أو تلك الشركة بأنها ليست من أسهم المضاربة أو حتى ليست في قطاع المضاربة. فذاك القطاع (أو القطاعات) المضاربية قد عنونها السوق بكل أسف على أنها كذلك، علماً بأنه من المفترض أن تكون هي القطاع الراسخ والمحكِّم لأبجديات الاستثمار غير أن عدداً من الأسباب أسهمت في جعلها قطاعاً مضاربياً صرفاً وهذا ليس مجال حديثنا الآن. إن التطرف في الحكم على مسار التداولات إما بالسالب أو بالإيجاب لهو واضح من خلال عدد من المشاهدات منها ما حصل يوم الثلاثاء الأسود لدرجة أن سوقنا الآن لم يبق يوماً في الأسبوع إلا صار له نصيب من الشؤم. ليس هذا فقط بل إن أصحاب المشكلات ذاتها ومصدرها والتي يروج على أساس أنها سبب هذا الانهيار وأتحدث هنا عن الأسواق الأوروبية أو الأمريكية لم تتصرف في مسلكها الهابط بهذه الحدية. فمؤشر الــ FTSE100 البريطاني نزل بنسبة 2.54 في المائة ومؤشر CAC40 بنسبة 2.9 في المائة أما مؤشر DAX فقد نزل بنسبة 2.34 في المائة وداو جونز الأمريكي بـ 00.23 في المائة أي أقل من 1 في المائة. بالطبع لا يمكن الحكم من خلال قراءة واحدة لكن أجزم بأنك لو تتبعت الهبوط في الأسواق المتقدمة في أكثر من حادثة لوجدت أننا نتفاعل بأكثر حدَّية وصلافة منهم مما يعني أن السوق لا يبني تعاملاته على الأوجه الاقتصادية الأساسية. نعم هناك ارتباط في بعض الأحيان لبعض النشاطات ولا ينفي أهمية تعافي الأسواق والاقتصادات العالمية لبعض الأسهم أو الشركات ونعم للسوق سيكولوجية لكننا دائما أكثر صلافة في الحكم والتشاؤم لدرجة أن السلوك “الأسود” يأتي عن من له علاقة ومن ليس له علاقة بذلك. والسؤال أين الحل؟ إن الجواب عن هذا السؤال ليأخذ مساحات لن تسمح لي جريدتنا الموقرة بها لطولها لكن قاسمها المشترك أنه إذا لم يقض على المضاربة كنهج وكسمة لتعاملات السوق فسنستمر بهذه التعاملات التي محصلتها حصد مدخرات المتعاملين وتعليق أتفه الأسباب على التحليق بالسهم أو “خفسه” في غياهب الخسارة. لذا لا يستغرب القارئ غداً من نزول سهم أو ارتفاعه حين يصاب كابتن منتخب اليونان في تصفيات كأس العالم المقبلة!! ويا رب تستر على حارس غانا ..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي