السلمي: ما يواجه الإمام من حالات لا بد أن يتيقن منها
أكد الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء, أن مسألة صلاة الجماعة وأفضليتها إنما هي في حق الرجال دون النساء؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم -''تفضل صلاة الرجل جماعة على صلاة أحدكم وحده بسبع وعشرين درجة'' فقال الرجل ولم يقل المرأة، رواه البخاري (477) ومسلم (649) من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه.
ومن القياس أن الأصل للمرأة صلاتها منفردة، وهل يجوز أن تصلي جماعة مع النساء اختلف العلماء، وإن كان الصواب جواز ذلك، كما روي عن أم سلمة وعائشة ـ رضي الله عنهما - انظر البيهقي(3/131) .
أما أيهما أفضل للمرأة: الصلاة جماعة في المسجد أم في المنـزل؟ هذه مسألة خلافية والرسول ـ صلى الله عليه وسلم - يقول:''لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن'' البخاري (900) ومسلم (442) غير لفظ:''وبيوتهن خير لهن'' وهي مخرجة في غيرهما.
وقد روى أبو داود (570) أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة: ''صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها خير من صلاتها في بيتها''، فهذا يدل على أنه كلما كانت المرأة أبعد عن الرجال وألصق ببيتها وأخلى بربها فإن ذلك أعظم قربة وأولى.
وتطرق السلمي إلى بعض الحالات التي تواجه الإمام كأن يشعر بخروج شيء فإن الإحساس لا بد أن يتقين منه ولا يجوز للإنسان أن يخرج من الصلاة إلا مع العلم اليقيني أو الذي يغلب على الظن الأكيد، فإذا أحس بذلك الخروج أو إذا خرج فإنه يخرج ويجب عليه أن يقطع صلاته، وأما المأمومون فهم بالخيار، إما أن يقدموا إماماً يؤمهم, وهذا أقرب كما تقدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم- في المرض الذي مات فيه بعد أبي بكر، وهذا يدل على تغيير الإمام إلى إمام آخر، وإن شاءوا أن يصلي كل إنسان على حدة فهم بالخيار، وإن كان الحنابلة يقوون القول الثاني والراجح هو جواز الأمرين، ولو تقدم إمام منهم لم يكن بعيداً، لفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم - عندما تقدم في مرضه الذي مات فيه، هذا هو الراجح، وقد ذكر الحنفية أن الإنسان إذا صلى متعمداً على غير طهارة أنه يكفر، وإن كان هذا الكلام ليس بجيد، لكن يدل على أن هذه كبيرة من كبائر الذنوب وأن الإنسان يحرم عليه أن يفعل هذا، وأما الإنسان لأجل جهله وعدم علمه فنسأل الله أن يغفر له زللـه وخطأه، ويسارع في التوبة والاستغفار ولا حرج عليه في ذلك ـ إن شاء الله ـ للجهل وعدم العلم، والله أعلم.