القطاعات القيادية تعصف بسوق الأسهم
شهد مؤشر تداول لجميع الأسهم السعودية تراجعاً حاداً منخفضاً بنسبة 6.75 في المائة، بعد أن أغلق عند مستوى 5760.3 نقطة. متزامناً مع تراجع جميع الأسهم العالمية. حيث انخفضت السلع الأساسية نتيجة تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية والقلق الذي أثاره وضع الاقتصاد الإسباني الذي يشير إلي امتداد الأزمة إلى خارج الحدود اليونانية.
وتأثرت اقتصاديات منطقة اليورو بشكل كبير، ما أثار مخاوف صندوق النقد الدولي وإشارته لإسبانيا بإدخال إصلاحات بعيدة المدى بهدف ضمان التعافي، بحسبان أنها تواجه تحديات جسيمة ما يجعل الحاجة ملحة إلى إصلاح سوق العمل المختلة مالياً، وذلك على وجه من السرعة بجانب تقوية القطاع المصرفي لتعزيز سلامة وكفاءة النظام. ونظرا للأزمة المالية لمنطقة اليورو، فقد تضاعفت تراجعات اليورو بشكل حاد.
حيث تم آخر تداول لليورو عند هذا المستوى في حزيران (يونيو) 2002، واستمرت قيمة اليورو بعد ذلك في الصعود حتى وصلت إلى أعلى مستوى قياسي له خلال ست سنوات إلى ما فوق 1.60 دولار في عام 2008. وتعد منطقة اليورو ثالث أكبر مستهلك للخام حيث إن الضعف في اقتصادها، قد أدى إلى تراجع سعر النفط الخام.
وقد انخفضت أسعار النفط أمس إلى أقل من 68 دولارا للبرميل ما أدى إلى فرار المستثمرين من الأصول الخطرة بحثاً عن ملاذٍ آمن في الدولار وسط قلق متزايد من أن أزمة الديون الأوروبية قد تؤثر سلبا وتسبب الضرر للانتعاش الاقتصادي العالمي.
#2#
العوامل الخارجية وأثرها على السوق: يلعب اليوم الطلب على الطاقة دوراً رئيساً حيث ظل تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة يضغط بشدة على أداء الأسهم العالمية، فقد أدى هذا العامل إلى أن تصل مستويات الطلب إلى أدنى مستوياتها منذ أيلول (سبتمبر) 2009، حيث ينظر إلى الأسهم كمؤشر رئيسي على نمو الطلب على الطاقة في المستقبل.
وجاء انخفاض سعر اليورو تحت ظل أزمة الديون اليونانية ليلعب دوراً مؤثراً وفعالاً في حركة الأسهم العالمية، حيث تراجعت كل الأسواق العالمية بصورة كبيرة جداً، كما انخفض اليورو في سوق العملات أمس إلى أقل مستوى في ثمانية أعوام ونصف العام، نتيجة القلق بشأن القطاع المصرفي في منطقة اليورو، ما أثار التوتر في أسواق العملة وعزز الطلب على الدولار بصفة عامة. كما سجل اليورو أقل مستوى خلال الجلسة مقابل الدولار عند 1.2192 دولار بفارق نصف سنت عن أقل مستوى في أربعة أعوام.
وجاء التراجع عقب أنباء سيطرة البنك المركزي في إسبانيا على بنك الادخار كاخاسور يوم السبت بعد فشل الاندماج مع بنك محلي آخر. وعلى أثر ذلك هبطت أسعار الأسهم الأوروبية 2.7 في المائة في التعاملات المبكرة وسجل مؤشر نيكاي الياباني أقل مستوى في ستة أشهر. جاء ذلك عقب هبوط أسهم ''وول ستريت'' أكثر من 1 في المائة في وقت متأخر مساء أمس الأول.
من جانب آخر فقد أثار تعامل أوروبا مع أزمة ديون اليونان والعجز في ميزانيات بلدان أخرى في منطقة اليورو قلق الأسواق على مدى الأسابيع الستة الماضية وهو ما أسهم في معظمه في ارتفاع الذهب مع تنامي الإقبال على شرائه كملاذ آمن. وفضلاً عن العوامل الاقتصادية فقد حركت العوامل الجيوسياسية والمتعلقة بشأن التحركات والتوترات الحادة التي ترسم بوادر حرب وشيكة بين الكوريتين، وكردة فعل فورية فقد استجابت الأسواق الأمريكية لتغلق بخسارة في نهاية تعاملات أمس، وتحرك القلق لينشب بمخالبه في كل الأسواق العالمية الأخرى وكانت السوقان السعودية والمصرية من أبرز الأسواق العربية خسارة لهذا اليوم، لتشهد يوماً قاسياً من نزيف النقاط.
أداء القطاعات: أغلقت جميع القطاعات بنهاية تداولات أمس خاسرة بانخفاض حاد قاده قطاع البتروكيماويات العملاق، بصورة لم تكن متوقعة أو مبررة، وربما يعزى لحالة الهلع والقلق التي سرت بين المتداولين أثناء جلسة أمس، حتى ولو كان السبب المنطقي هو هبوط أسعار النفط دون مستوى 68 دولاراً، فإن السوق العالمية لم تهبط بهذا المستوى غير المبرر. وقد أغلق قطاع البتروكيماويات منخفضا بنسبة 9.35 في المائة، وخاسراً من رصيده 499.20 نقطة، أي فوق خسارة السوق نفسها التي خسرت 416.93 نقطة. وجاء قطاع التأمين كثاني أسوأ القطاعات أداءً بنهاية تداولات أمس ليغلق خاسراً بنسبة 8.61 في المائة، عند مستوى 863.72 نقطة.
ومن حيث السيولة فقد جاءت مساهمات القطاعات القيادية بنهاية تداولات أمس على النحو التالي: قطاع البتروكيماويات (2.40 مليار ريال)، بحجم تداول لعدد 82.37 مليون سهم، قطاع المصارف والخدمات المالية (0.74 مليار ريال)، بحجم تداول لعدد 37.96 مليون سهم، أي بما نسبته (58.91 في المائة من حجم السيولة، و 49.71 في المائة من حجم التداول).
نشاط السوق: من بين 139 شركة التي تم تداول أسهمها، فقد أنهت شركة واحدة فقط يومها على ارتفاع، في حين سجلت كل الشركات الأخرى انخفاضا في أدائها. هذا، وقد تم تداول 242.06 مليون سهم خلال جلسة أمس بقيمة إجمالية بلغت 5.34 مليار ريال. حيث ارتفع حجم التداول بنسبة كبيرة بلغت 24.0 في المائة عما كان عليه بنهاية تعاملات أمس الأول، كما ارتفعت القيمة المتداولة بنسبة بلغت 18.04 في المائة مقارنة بأمس الأول. وقد جاء ذلك بقيادة سهم ''سابك'' الذي شهد عمليات بيع محمومة بسعر الطلب، حيث هبط سعر السهم بنسبة 9.97 في المائة عند مستوى 76.75 ريال، بحجم تداول بلغ 14.19 مليون سهم (أي ما يمثل نسبة 5.86 في المائة من إجمالي حجم التداول الكلي).
الأسهم الأكثر نشاطاً: عاد سهم ''سابك'' لتصدر الأسهم الخمسة الأكثر نشاطاً في السوق من حيث قيمة التداول، حيث شهد بنهاية جلسة أمس تداول 14.19 مليون سهم، بقيمة بلغت 1115.93 مليون ريال (أي ما يمثل 5.86 في المائة من حجم التداول في السوق، وبنسبة 20.91 في المائة من قيمة التداول في السوق)، وحلّ سهم كيان السعودية في المرتبة الثانية (بواقع 38.93 مليون سهم، وبسيولة قدرها 642.23 مليون ريال). أما الأسهم الثلاثة الأخرى الأكثر نشاطاً فهي سهم مصرف الإنماء (33.18 مليون سهم، من سيولة قدرها 366.38 مليون ريال)، سهم مصرف الراجحي (4.53 مليون سهم، من سيولة بحجم 335.76 مليون ريال)، ثم سهم معادن (14.50 مليون سهم، من سيولة بحجم 238.95 مليون ريال).
الأسهم الرابحة والأسهم الخاسرة: جاءت الأسهم الخمسة الأكثر خسارة بقيادة سهم ''معدنية'' الذي أغلق منخفضا بنسبة 10 في المائة، وبالنسبة نفسها أغلق منخفضاً كل من سهم أنعام القابضة، سهم ميد غلف للتأمين، سهم ساب تكافل، وسهم أسواق العثيم. هذا، وقد أغلق سهم البابطين وحده مرتفعاً بنسبة 1.30 في المائة بنهاية تداولات أمس.