عضو لجنة الذهب في غرفة جدة: ارتفاع الأسعار انعكس سلباً على مبيعات القطاع

عضو لجنة الذهب في غرفة جدة: ارتفاع الأسعار انعكس سلباً على مبيعات القطاع

أكد عبد الله العماري عضو لجنة الذهب في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، أن ارتفاع أسعار الذهب انعكس بالأثر السلبي على مبيعات قطاع التجزئة في سوق الذهب السعودي ثالث أكبر سوق عالمية في هذا القطاع.
ويتوقع كثيرون في سوق تجزئة الذهب أن تشهد مبيعات الذهب انخفاضا كبيرا إثر الارتفاعات المتلاحقة لأسعار الذهب أخيراً في الأسواق العالمية من جراء انخفاض اليورو، وإقبال الصين والهند على شراء كميات كبيرة من الأسواق العالمية، ووفقا لتجار في سوق الذهب في السعودية فإن أثر ارتفاع أسعار الذهب العالمي التي يقدر أن تصل إلى 1500 دولار للأوقية، سينعكس سلبا على سوق التجزئة بانخفاض كبير، وتسريح عديد من السعوديين العاملين في سوق الذهب، نظرا لتدني حجم المبيعات، وارتفاع التكلفة على محال التجزئة، أكبر حاضن لتوظيف السعوديين في محال الذهب.
وحول احتمالية الخروج من قطاع التجزئة، أبان العماري أنه في ظل استمرار ارتفاع الذهب ستشهد السوق خروج مستثمرين كثيرين في قطاع التجزئة، مشيراً إلى أن عدداً من التجار توجهوا إلى الاستثمار في قطاعات أخرى ليتدرجوا في الخروج من سوق الذهب، وأوضح الأثر السيئ للخروج من قطاع التجزئة المتمثل في رفع نسبة البطالة بين الشباب بعد أن حققت سعودة وظائف الذهب نجاحا ضئيلا.
وكانت أسعار الذهب عالميا قد شهدت ارتفاعا بعد الأزمة المالية في منطقة اليورو، واحتمال استبدال أرصدتها بالذهب، إضافة إلى قوة الطلب على الذهب من الصين والهند، ثاني أكبر بلدين مستهلكين للذهب، إضافة إلى أن الأوضاع الاقتصادية العالمية زادت من ارتفاعه، كما أن غياب عملة احتياطية بديلة عن الدولار من الأمور التي عملت على ارتفاع الذهب، ما جذب كثيرين للاستثمار في الذهب وأثر في تجار التجزئة.
وأكد الدكتور محمد الحاشدي، صاحب محال عليان الحاشدي، أن انخفاض مبيعات الذهب إلى أكثر من 70 في المائة في قطاع التجزئة عمل على خروج كثير من المستثمرين الصغار من قطاع التجزئة، والتوجه إلى استثمارات أخرى، فالارتفاعات التي يشهدها الذهب كبيرة مقارنة بمسببات الارتفاع العالمية.
وحول وضع قطاع التجزئة إثر استمرار ارتفاع الذهب، أشار الحاشدي إلى أن قطاع التجزئة قطاع تجاري منذ أوائل التاريخ البشري فلن يختفي، فارتفاع الذهب أو انخفاضه أمر طبيعي، فقد ارتفع الذهب في أوائل الثمانينيات إلى مثل هذا المستوى، وأحجم كثيرون عن الشراء، وخرج مستثمرون من القطاع، ثم انخفض إلى مستويات كبيرة في أوائل الألفية، فالذهب مثل النفط معرض للارتفاع والانخفاض، وهو أمر طبيعي وصحي، وحول قرب موسم الأفراح توقع أن يكون الإقبال محسوباً، نظرا لقلة كمية الذهب مقارنة بالسعر.
وتخوف تامر الثبيتي، المدير التنفيذي لشركة الثبيتي وعضو في لجنة الذهب في غرفة جدة، من خروج كثير من تجار الذهب من السوق، فارتفاع الأسعار ولد فجوة بين الطلب والعرض، وقال من المفترض أن تشهد هذه الفترة أعلى نسبة طلب على سوق الذهب، نظرا لقرب موسم الزواجات المقبلة في السعودية، إلا أن السوق شهدت أعلى نسبة ارتفاع في تاريخ أسعار الذهب.
وحذر الثبيتي من الدخول للاستثمار في الذهب، واصفاً ذلك بأنه استثمار غير صحي خلال هذه الفترة التي تشهد ارتفاعات متلاحقة وكبيرة، موضحا أنه من الطبيعي أن يشهد الذهب انخفاضاً بسبب الارتفاعات التي تعد تضخمية له، ولكن الأوضاع تشير إلى استمرارية ارتفاعه، مبرراً ذلك بضعف اليورو، إضافة إلى دخول الصين والهند اللتين تشكلان ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم للشراء بقوة وبكميات كبيرة.
وأشار الثبيتي إلى موقف سوق التجزئة من هذه الارتفاعات بقوله، إن هناك عزوفا من الطبقة المتوسطة التي كانت تشكل أكبر مستهلك للذهب في ظل الارتفاعات الأخيرة للذهب، وتابع "مع تحسن الدولار سيشهد الذهب نوعاً من الانخفاض أو الثبات عند مستوى معين".

الأكثر قراءة