مطاردة ملوك الجريمة الجدد الذين يدمّرون الإنترنت
يعج الإنترنت بالآلاف من مرتكبي الجرائم الحاسوبية وقراصنة الإنترنت. ففي عام 2005 قام قراصنة الإنترنت بتحميل أرقام ما يصل إلى45 مليون من بطاقات الائتمان وبطاقات السحب الآلي من إحدى شركات الائتمان على الإنترنت.
بحلول عام 2009 كان نحو 30 في المائة من الأمريكيين قد تعرضوا لسرقة الهوية مرة واحدة على الأقل، ما كبد الأشخاص والشركات خسائر تقدر بنحو تريليون دولار على أيدي قراصنة الإنترنت.
حقق أحد عباقرة الكمبيوتر ويدعى باريت ليون نجاحا ملحوظا في إحباط كثير من خطط أولئك المجرمين, وهو خبير بارز في منع الهجمات التي يشنها مجرمو الإنترنت باستخدام البرامج الفيروسية لغزو الآلاف من أجهزة الكمبيوتر المتصلة على شبكة الإنترنت.
بعد ذلك الغزو يسيطر البرنامج الفيروسي على هذه الأجهزة, ويدفعها إلى استهداف المواقع التجارية بكم هائل من الأنشطة التي تثقل كاهل الخودام ويتسبب في انهيارها. وهنا يأتي دور القراصنة في ابتزاز الأموال من أصحاب المواقع التجارية المتضررة، حيث يطلبون مبالغ تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات لوقف الهجوم والسماح للمواقع بإعادة التشغيل.
غالبا ما يختار أولئك القراصنة وقتا حرجا للهجوم فمثلما يهاجمون المواقع الإخبارية الرياضية قبيل أحد الأحداث الرياضية المهمة مثل المباريات الكبرى مثلا للضغط على أصحاب المواقع ليدفعوا لهم ما يطلبونه من أموال.
يأتي عديد من قراصنة الكمبيوتر من روسيا وأوروبا الشرقية بسبب تدني مستويات الأجور في هذه المناطق وتزايد معدلات الفساد ما يجعل الغش من الأمراض المتوطنة، حيث تتوافر أيضا برامج التعليم التقني القوية مع سوق عمل ضعيفة جدا للحاصلين على درجات علمية في مجال الكمبيوتر والتكنولوجيا.
يتعين على الحكومات التعاون وتنسيق الجهود فيما بينها لإلقاء القبض على مرتكبي الجرائم الحاسوبية وتطوير آليات من شأنها تعطيل أدواتهم التكنولوجية، وإيجاد سبل من أجل منعهم من الوصول إلى ضحاياهم عن طريق الإنترنت.
كما يرى مؤلف الكتاب أيضا أن هناك دورا مهما للمدارس في تعليم الأطفال كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر بأمان حتى لا تصاب ببرامج الفيروسات أو اختراقات المجرمين. كذلك البنوك التي عليها أن تكون أكثر يقظة وأن تأخذ الاحتياطات الكافية قبل تقديم التسهيلات الائتمانية أو إمكانية إجراء المعاملات البنكية عن طريق الإنترنت.