تأكيد نقل مجمع البتروكيماويات من رأس تنورة إلى الجبيل الصناعية
بات في حكم المؤكد نقل مجمع البتروكيماويات الضخم الذي تنوي شركة أرامكو السعودية إنشاءه بالشراكة مع شركة داو كيميكال الأمريكية من رأس تنورة إلى مدينة الجبيل الصناعية.
وفرضت تحديات تتعلق بالبنية التحتية نفسها بقوة على المشروع وحتمت نقله إلى موقع آخر، ما حدا بالشريكين إلى اختيار مدينة الجبيل الصناعية، التي تعد الخيار الأنجع نظرا لما تملكه من بنية تحتية نفطية ضخمة. وعقد قيادات الشركة الأسبوع المنصرم اجتماعا مهما لحسم مصير المجمع الصناعي، حيث تمخض الاجتماع عن إجماع على اختيار الجبيل الصناعية مقرا للمجمع.
وتملك مدينة الجبيل الصناعية مقومات اقتصادية مذهلة تتمثل في قربها من منابع النفط السعودية الضخمة، إضافة إلى وجود البنى التحتية النفطية في المدينة.
وفي هذا الصدد، أكدت شركة ''داو للكيماويات'' التزامها بالمضي قدما نحو إقامة المشروع رغم التحديات، مؤكدة التزامها بسوق السعودية ونيتها تعزيز الشراكات القوية التي قامت بتأسيسها في السعودية، وأشارت إلى أن السعودية تشكل سوقا مهمة بالنسبة لها، كما تعدها عنصرا أساسيا في استراتيجية النمو التي تتبعها الشركة في المنطقة.
وتمنح الخطة المعتمدة من الهيئة الملكية للجبيل بإنشاء سكك حديدية لنقل المنتجات البتروكيماوية إلى ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل، أبعادا وجدوى اقتصادية كبيرة، ويخطط ملاك المشروع لحصول المجمع على اللقيم من مصافي ''أرامكو السعودية'' المشتركة في الجبيل الصناعية ''ساسرف'' و''ساتورب'' وهي مشاريع مشتركة على التوالي مع شركتي شل وتوتال.
وقرر الشريكان السعودي والأمريكي نقل المجمع الصناعي الضخم المزمع إنشاؤه في محافظة رأس تنورة، التي تملك واحدة من أكبر مصافي النفط في العالم، لعدم ملاءمة الأرض التي سيقام عليها المشروع، إذ بعدما تم الانتهاء من الدراسات الهندسية للمشروع في رأس تنورة تم اكتشاف عدم ملاءمة الأرض التي سيقام عليها المشروع لارتفاع معدل المياه فيها كونها ''سبخة''، حيث يتطلب استصلاح الأرض عمليات دفان بارتفاع ثلاثة أمتار، وهو ما يحول دون استصلاحها لعدم توفر الرمل الكافي في محافظة رأس تنورة، كما أن خيار جلب رمال من البحر مكلف جدا، وهو ما دعا إلى إعادة تقييم المشروع وحتم على الشركاء نقله إلى موقع آخر.
وكان مصدر رفيع في شركة أرامكو السعودية قد أكد لـ ''الاقتصادية'' في وقت سابق ''الجبيل خيار أنسب.. توجد فيها بنية تحتية نفطية متكاملة''. وأضاف ''لا يفصلنا عن نقل المجمع سوى مسألة الوقت''.
وبين المصدر أن الشريكين ماضيان قدما في إنجاز المشروع، وليس هنالك تحديات كبيرة تواجه المشروع بعد الإقرار الوشيك بنقل المجمع.
وكان المجمع البتروكيماوي الضخم قد شهد كثيرا من التكهنات حول مصيره، بعد أن اكتنفه غموض كبير حول مستقبله، حيث اتفق الشريكان في المشروع على التأجيل بسبب الأزمة المالية العالمية، المتمثلة في الحصول على قروض تمويلية.
وقالت شركة أرامكو في وقت سابق إن تشغيل مصنع البتروكيماويات سيبدأ في عام 2015 بتأخير عامين عن الجدول الأولي، وأجلت الشركة أيضا خطط توسعة الطاقة الإنتاجية بواقع 400 ألف برميل يوميا في مصفاة تكرير النفط بمرفأ رأس تنورة، التي من شأنها توفير خام التغذية لمصنع البتروكيماويات.
ويعد المجمع الذي تتجاوز قيمته 20 مليار دولار، أكبر استثمار أجنبي منفرد لشركة داو كيميكال في قطاع الطاقة في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وكان كل من ''أرامكو السعودية'' و''داو كيميكال كومباني''، قد اتفقتا في 12 آيار (مايو) عام 2006 على تأسيس شركة مشروع مشترك تقوم ببناء وامتلاك وتشغيل مجمع عالمي لإنتاج الكيماويات والبلاستيك في المملكة، وهو مشروع رأس تنورة التكاملي.
ويقع المجمع ـ وفقا للاتفاقية ـ بالقرب من منطقة رأس تنورة، وسيتم دمج المشروع المشترك للبتروكيماويات في رأس تنورة من الناحية التشغيلية مع مجمع معمل التكرير في رأس تنورة ومعمل معالجة الغاز في الجعيمة التابع للمجمع، وهما من أكبر المرافق من نوعهما في العالم، وسيقوم هذان المرفقان بإمداد المشروع المشترك باللقيم، فيما ستظل ''أرامكو السعودية'' المالكة والمشغلة لهما.
وسينتج مجمع البتروكيماويات مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواد الكيماوية والبلاستيكية، كما سيقوم بمجموعة من الأعمال ذات القيمة العالية وإنتاج المنتجات المتخصصة التي يتم تصنيعها لأول مرة في السعودية، وعند تشغيل هذا المجمع بكامل طاقته، سيكون من أكبر مرافق إنتاج البلاستيك والكيماويات في العالم، وأكثرها ملاءمة من حيث الموقع لخدمة الأسواق العالمية الرئيسة. يشار إلى أن مجمع البتروكيماويات سينتج مجموعة كبيرة من المنتجات الأساسية والمتخصصة، تشمل مشتقات الإيثيلين والكلورين والبروبلين والمواد الأروماتية، ويتكون المشروع مبدئيا من وحدات عالمية الطراز لإنتاج البولي إيثيلين وأكسيد وقليقول الإيثيلين وأكسيد وقليقول البروبيلين، وكلورألكالي، ومركبات الفينيل كلورايد ومركبات البولي يوريثان وراتنجات الإيبوكسي والكربونات المتعددة، وأمينات وقليقول الإيثير.