الأيتام نموذجا
نادرة جدا الأعمال الإبداعية التي يتم تنفيذها ليعود ريعها إلى الجمعيات، ولا تحدث إلا في فترات متباعدة. ورغم أن هذا السلوك متعارف عليه في مجتمعات عدة، إلا أنه يكاد لا يتجاوز عندنا حدود طبق الخير الذي يتم بيعه بعشرة ريالات، أو حفلات التبرع العادية المرتبطة بالحفلات السنوية للجمعيات.
لكن البادرة التي أعلنت عنها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ''إنسان'' والخاصة بإقامة معرض للفن التشكيلي وأمسية شعرية للمبدع بدر بن عبد المحسن من الأمور الجميلة.
ولا شك أن الخطوة ستلقى حماسا من الجميع، ذلك أن الأمر لن يقتصر على الحافز الأساسي وهو الحضور لسماع قصائد بدر بن عبد المحسن والاطلاع على لوحاته الفنية من خلال المعرض التشكيلي الأول للأمير الشاعر. لكن هناك حافز إضافي، إذ ستقترن متعة تذوق الشعر بمتعة الإحساس بمشاركة الأيتام ودعمهم من خلال سعر التذكرة التي سيدفعها الحضور.
نحن في حاجة إلى أفكار خلاقة من أجل تكريس مبدأ المشاركة الاجتماعية. نحتاج إلى مبادرات من مبدعين وفنانين ومثقفين يسهمون في جعل حياة الآخرين أجمل. القضية ليست مجرد تنظيرات واستعراض لمهارات الثقافة والفكر التي لا تعدو أن تكون مجرد كلام. الثقافة والفكر أن تكون شريكا مساهما في التخفيف عن أعباء ومعاناة المحتاجين بشكل متحضر. بدر بن عبد المحسن نموذج مميز نريده أن يتحول إلى سلوك جماعي من كل المبدعين والفنانين. وتجربة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ''إنسان'' تضم صورا إبداعية مميزة من أجل توفير الدعم والتمويل لنشاطاتها، وهو أمر يستحق الثناء.