الفعر : السنن الرواتب لها فضل عظيم ينبغي على المسلم أن يحرص على اكتسابه
لا يحرص بعض المصلين على أداء السنن الرواتب, وهذا نتيجة جهل بعضهم بأهميتها, يقول عبد العزيز القرني نشاهد كثيار من المصلين بمجرد أن تنتهي الصلاة يخرج من المسجد سريعا وتجده يجلس يتحدث مع أصدقائه أمام المسجد أوقاتا طويلة فأتمنى أن يكون هناك اهتمام بها من قبل المصلين, ويؤكد محمد السعيد أن أداء السنن الراتبة ـ كما سمعت ـ مهم, ولذلك من الأفضل للمصلي أن يحرص على أدائها والقيام بها بشكل مستمر.
من جانبه, أوضح الشيخ الدكتور الشريف حمزة بن حسين الفعر الأستاذ المشارك في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة, أن السنن الرواتب لها فضل عظيم ينبغي على المسلم أن يحرص على اكتسابه؛ لأنها سبب لتكميل النقص الحاصل في صلاة الفريضة يوم أن يحاسب العبد على صلاته يوم القيامة، كما ورد ذلك عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ''أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمّها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمّها قال الله ـ عزّ وجلّ: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوّع فتكملون به فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حساب ذلك'' أخرجه الإمام أحمد (16949). ولأنها مع غيرها من النوافل سبب يجلب محبة الله كما جاء في الحديث القدسي فيما يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم - عن ربه أنه قال ''ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... '' الحديث أخرجه البخاري (6502).
وقال الفعر لقد وردت أحاديث كثيرة في بيان أعداد صلوات النافلة المرتبة، وهي التي شرعت في ديننا قبل الصلوات المفروضة أو بعدها، وآكد ما في هذه الأعداد أنها عشر ركعات كما ثبت في الحديث الصحيح المتفق عليه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: ''حفظت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات: ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدهما وركعتان بعد المغرب في بيته، وركعتان بعد العشاء في بيته، وركعتان قبل الصبح '' البخاري ( 937) ومسلم (729) . وكونها في البيت أفضل إلا إذا خشي التهاون فيها وتركها فإنه يصليها في المسجد.
وأشار الفعر إلى أن من السنن الراتبة التي ينبغي الحرص عليها الوتر بعد صلاة العشاء لحث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها بقوله وفعله، وأقلها ثلاث ركعات يصلي ركعتين ويسلم منهما ثم يصلي الثالثة ويتشهد ويسلم، ويسن القنوت فيها بعد الرفع من الركوع في الثالثة، والقنوت هنا الدعاء، لكنه ليس بواجب وإن زاد في وتره عن ثلاث فهو أفضل وأرجى عند الله، لكن يصلي ركعتين ركعتين ويختم بركعة، والوتر والركعتان قبل الفجر أكثر النوافل تأكداً لأن النبي - عليه الصلاة والسلام - ما تركهما في حضر ولا سفر.