دعوة الخطباء وأئمة المساجد إلى توعية الشباب عن الفكر الضال
دعا عدد من خطباء المساجد إلى ضرورة التوعية بخطر أصحاب الأفكار الضالة وتأثيرهم في الشباب, وذلك من خلال توجيه جيل المستقبل بالبعد عن هؤلاء الضالين وعدم الانسياق خلف أفكارهم، وأشادوا ببيان هيئة كبار العلماء, حيث اعتبروا أنه وضع النقاط على الحروف حول خطر هذه الفئة الضالة التي تبث سمومها ضد هذه البلاد المباركة، وأثنوا على الدور الحيوي الذي يقوم به رجال الأمن البواسل في الدفاع عن حياض هذه الأرض الطيبة التي تحتضن الحرمين الشريفين وتتمتع بقيادة حكيمة تحرص على أمن هذه البلاد الطاهرة واستقرارها.
#2#
#3#
في البداية تحدث الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض مبينا أن أصحاب الفكر الضال وخوارج هذا الزمان وأعوانهم في الداخل والخارج ما زالوا يعينون جماعاتهم وأفرادهم بالعدة والعتاد استعدادا لضربات تخريبية وتخطيط إجرامي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح الآمنة وهتك المواثيق والعهود وإتلاف الممتلكات والمقومات الاقتصادية في هذه المملكة الآمنة الموحدة الداعية إلى ربها وسنة نبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومقر الحرمين الشريفين, إلا أنه بفضل الله ـ سبحانه ـ أولاً, ثم بجهود ولاة أمرنا وما حباه الله ـ سبحانه ـ لهذه البلاد من رجال أمن أوفياء ومجاهدين ومخلصين لدينهم وولاة أمرهم وبلادهم وأوطانهم الإسلامية لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا, بل خابوا وخسروا وأبطل الله كيدهم ورد شرهم إلى نحورهم، ''والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين''.
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها فلم يضُرْها وأوهى قرنه الوعل
وأضاف: لقد وقى الله البلاد والعباد مما يراد بها من الشر والتدمير والإفساد، ووفق رجال الأمن وقياداتهم، وبارك في جهودهم في حفظ البلاد والعباد من التخريب والإرهاب، فجزاهم الله خير الجزاء على عملهم العظيم في خدمة أمن هذه البلاد, وتقبل الله الشهداء من رجال أمننا البواسل وأصلح ذريتهم وأحسن في عقبهم ورزق ذويهم الصبر والاحتساب, وجعلهم في أعلى جنات النعيم.
وأشار السيف إلى أهمية بيان خطر أصحاب هذا المذهب الضال وكشف ضلالاتهم وعدم التستر عليهم، أو إيوائهم ومساعدتهم، فإنه من آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، يَقولُ الشيخُ ابن بازٍ ـ رَحِمهُ الله: ''عَمَلُ المتَطَوِّعينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ ضِدَّ الفَسَادِ مَعَ رِجَالِ الأمْنِ يُعْتَبرُ مِنَ الجِهَادِ في سَبيلِ الله، لمَنْ أصْلَح الله نِيَّتَهُ، وهُوَ مِنَ الرِّبَاطِ في سَبيلِ الله؛ لأنَّ الرِّباطَ هُوَ لُزُومُ الثُّغورِ ضِدَّ الأعْدَاءِ''. ألاَ فَلْيَعْلَم كُلُّ فرد من أفراد المجتمع أن من يقوم على حِراسَةِ هَذَا البَلَدِ أنَّهُ مَتَى مَا أخْلَصَ لله النِّيَّة فَهُوَ مُجَاهِدٌ في سَبيلِ الله.
أهل الدين والمتمسكون به
من جهته, قال: الشيخ الدكتور عبد الله الطيار وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سابقا والأستاذ في جامعة القصيم لقد ظهرت في الأزمنة الأخيرة فتن وشرور لا يعلم مداها إلا الله، ومن ذلك فتنة الذين خرجوا على أمة الإسلام يضربون فيها البرّ والفاجر، ويقذفون المسلمين بما ليس فيهم، لقد قاموا بتدمير المنشآت، وقتل الأنفس البريئة، وترويع الآمنين، ومكنوا لأعداء الملة والدين من أن يسلطوا ألسنتهم وأقلامهم على أهل الدين والمتمسكين به، إن هؤلاء الذين خرجوا عن إجماع الأمة، وانتهجوا نهج الخوارج القدامى يتضح للجميع خطورة ما هي عليه صفاتهم، ولقد بين لنا رسولنا شيئا من العلم حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم: ''يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة'' رواه البخاري ومسلم.وأوضح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما وصف ذكرهم قال إنهم أحداث أسنان، أي صغار في السن ليس عندهم نضج عقلي، وتفكير سديد، وعلم راسخ، بل إنهم يتكلمون في أمر الدين وكأنهم أصحاب العلم الواسع، ويتلفظون بأحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكأنهم علماء الأمة وموجهوها إلا أن إيمانهم لا يجاوز حناجرهم لما في قلوبهم من الشبهات الخطيرة المخالفة لما عليه سلف الأمة، ومضى يقول إن هذه الفتنة وغيرَها من الفتن خيرُ شاهد على أن البعد عن صراط الله المستقيم الذي أمرنا الله به ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعود على الأمة جميعاً بالضرر في دينها ودنياها، فعن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: ''اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم'' رواه البخاري.
وأبان أن الأمر خطير جدا, فأبناؤنا أصبحوا عرضة لكل ناعق يدعو إلى طريق الضلال، حتى غدا أصحاب الفكر الضال يؤثرون تأثيراً رهيباً في فكر أبنائنا، ويأخذون بأيديهم إلى الخروج عن شرعة الله باسم الغيرة على الدين، والتمكين لشرعة رب العالمين، حتى رأينا كثيرا من الشباب الذين فتنوا بهم، وتحمسوا لكلامهم، ووقعوا في براثن تخطيطهم, أصبحوا أداة هدم بدلاً من أن يكونوا أداة بناء, ولا بد على الخطباء من أن يحذروا من فتنة هؤلاء وتأثيرهم في الشباب الذين ربما يتأثرون بأفكارهم.
أعظم المنكرات
أكد الشيخ خالد الهميش إمام وخطيب جامع الفياض في الرياض, أن ما وقع فيه أصحاب الفكر الضال المنحرف من أعظم المنكرات, فإنه مخالف لما كان عليه أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسلف الصالح, وحذر من قتل المرء لنفسه, وقال كيف يبيح هؤلاء لأنفسهم قتل أنفسهم والشريعة الغراء تنهى عن ذلك, والله تعالى يقول: ''ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما'', ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ''من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً أبداً ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً''.
ولذلك فإن بيان هيئة كبار العلماء جاء في وقته ويضاف إلى البيانات السابقة التي تحذر من الإرهاب واتباع أفكار الفئة الضالة، والمطلوب من أئمة وخطباء المساجد أن يقوموا بتوعية الشباب وتوجيههم للابتعاد والاختلاط مع أصحاب الأفكار الضالة الذين يعتبرون خطرا كبيرا على هذا الوطن الغالي, نسأل الله أن يصلح شباب المسلمين ويأخذ بأيديهم لكل خير.