نشر المعلومات الشخصية
تتعرض المعلومات الشخصية للناس للهدر، بسبب غياب الوعي بحساسية هذه المعلومات. التعداد السكاني الذي انتهى أمس الثلاثاء كشف ذلك. تسربت أخبار نشرتها صحف عدة تضمنت معلومات شخصية.
آخر هذه المعلومات ما تباهى به أحد الموظفين المكلفين بالتعداد، حينما اكتشف أن طليقته منذ سبعة أعوام متزوجة من شخص خمسيني. هذا الخلط بين الشخصي والعام، والتبجح بذلك من خلال الحديث عبر وسيلة إعلامية، يبدو أمرا لا يمكن تحميل مصلحة الإحصاءات العامة مسؤوليته، فهي ثقافة مجتمع.
بدليل أنك تجد من يتبرع وأنت جالس في أمان الله بالإفضاء لك بأسرار أناس مختلفين. تجلس إلى أحد موظفي البنوك فيبلغك أن رصيد فلان من الناس في البنك يبلغ كذا. تصافح موظفا في إحدى شركات الاتصالات فيفضي لك الرجل بمعلومة أن فلانا تجاوزت فاتورة هاتفه كذا.
ولا أريد أن أضرب أمثلة مستفزة، يتم تسريبها من هذه الجهة أو تلك. أنا متأكد أن من يهدر خصوصيات الآخرين، لن يكون راضيا عندما تتعرض خصوصيته ومعلوماته للانتهاك. والمؤسف حقا، أن تجد من يملأ أسماع الناس بالأحاديث عن الستر وعن الصفح وعن التسامح ولكن أنيابه تواصل هتك أستار الناس وتقتات على لحومهم وأعراضهم.