بعد فوز الاتحاد .. وقفة اقتصادية

نعم لن يكون موضوعي رياضياً صرفاً بتحليل مباراة البارحة الأولى بين الهلال والاتحاد على كأس خادم الحرمين الشريفين (أيّده الله)، حيث أترك ذلك للمتخصصين فيه، وأكتفي بتهنئة جماهير العميد ومن بينهم ابني عبد الله وأعترف بأنني أنا شخصياً لست مشجعاً اتحادياً. غير أن المباراة تشكل حدثاً مهماً في الموسم الرياضي السعودي، حيث تأتي كآخر بطولة في هذا الموسم ويجب الوقوف على بعض المحطات والنتائج التي حققتها الأندية في هذه السنة رياضياً وانعكاس ذلك من منظور اقتصادي. لقد تابعت بين الحين والآخر قدر الإمكان بعض الأحداث التي حصلت في الموسم الرياضي من نقد للحكام أو انتقال اللاعبين أو ارتقاء أندية جديدة إلى دوري الأضواء وغيرها من المحطات والأحداث تتباين بأهميتها وعمق انعكاسها اقتصاديا. وهناك حديث يطول اقتصادياً لأي من هذه المواضيع غير أنني سأكتفي بموضوع الأندية التي دخلت بفضل نتائجها الجيدة إلى الدوري الجماهيري، خصوصاً أن هذه الأندية ليست في مدن كبيرة رئيسة كالعاصمة الرياض أو مدينة جدة أو الدمام أو غيرها. إنني حين أتأمل بعض هذه الأندية الجديدة، التي دخلت دوري المحترفين أو تلك شبه الجديدة تاريخياً في هذا الدوري ولن أسمي أحداً لأجد تناسباً عكسياً تقريباً بين جهد تلك الأندية وإمكانات الدعم من رجال الأعمال الذين من تلك المنطقة. بالطبع رجال الأعمال يجب ألا يفرقوا بين قضيتي الدعم والرعاية إلا من منظور الربح والخسائر كجزء من حملتهم التسويقية لمنتجاتهم غير أن الأقربين أولى بالمعروف حتى في الصدقات. ولعل الدعم للأندية المحلية لأي من أولئك الموسرين كل في مدينته أو منطقته يعتبر وسيلة اقتصادية نحو تنمية مستدامة غير مباشرة أو مباشرة لا تتركز في مدينة أو منطقة أخذت نصيبها بحكم عوامل متعددة معروفة ومبررة. وبلا شك فهناك جهود ودعم من بعضهم وهم بحق مشكورون لكنهم قلة لا يتناسب وأعدادهم من منطقة معينة أو مدينة كان مسقط رؤوسهم فيها. إن بروز ناد ما إلى الأضواء من أي مدينة سيكون ذا أثر اقتصادي إيجابي في كل المنطقة ولذا وطمعاً في ذلك الأثر الاقتصادي يجب على أرباب المال والأعمال من أهل تلك المنطقة أن يكون لهم أثر بارز في دعم نواديهم المحلية، حيث ستكون لهذه الأندية تأثير نحو وضع علامة فارقة في اقتصاداتهم على مستوى المنطقة. نعم هناك أولويات في مناحي الدعم للمنطقة سواء كان ذلك في الصحة أو التعليم أو غيرهما لكن عدم الاهتمام بالكلية للنوادي الرياضية - في تقديري - هو أمر مستغرب، خصوصاً أن بعض المناطق أو المدن لا يتناسب حجم دعم أبنائها لأنديتها مع إمكاناتهم الهائلة. ومرة أخرى القضية نسبة وتناسب فما لا يدرك كله لا يتركز جلُّه، إذ إن معايير الدعم ووسائل التنمية الاقتصادية المستدامة قد تكون الأندية إحدى أذرعها الفاعلة في تسويق اقتصاديات تلك المنطقة أو المدينة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي