رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المخدرات تخرجه من المسجد

أعرفه منذ سنوات هو شاب خلوق انغمس في المخدرات بفعل أصدقاء السوء، وانتقل من المسجد إلى اللهث خلف المخدرات، هكذا بدأ صديقي يقص لي حكاية صديق له، ويضيف أن هذا الصديق وصل إلى أن تولى الآذان في أحد المساجد بشكل رسمي، واستمر لسنوات وبعد أن اشتد عوده أراد دعوة أصدقاء الأمس لعل حالهم ينصلح، وكانت الخطوة التي انزلق منها إلى العودة مجددا إلى المخدرات، حيث عاد إلى أصدقاء السوء الذين دمروا حياته، كان يريد من عودته دعوتهم إلى ترك المخدرات، ولكنهم جروه إليها ثانية، فأصبحت حياته دمارا، ترك زوجته وأبناءه وأصبح صديق هؤلاء، ادخله أهله أكثر من مرة إلى مستشفى الأمل، ويعالج ويعود مرة أخرى إلى شلة الدمار، ضاع أبناؤه بعد أن كان حريصا عليهم، لا يعرف أهله مكانا ثابتا له فهو يتنقل بين أصدقاء السوء، الذين دمروا حياته وحياتهم، يقول هذا الصديق بينما أنا في منزلي ذات مرة اتصل بي هذا الأخ الذي ضاعت حياته ففرحت باتصاله، وهو يريد مقابلتي لأمر ضروري، وانتظرته عند المنزل كنت أعتقد أنه ترك المخدرات، وجاء إلي وهو يقول إنه يجمع الخبز في «وانيت» ويبيعه لأصحاب حظائر المواشي، وطلب مني مبلغا من المال قال إنه بحاجة إليه فأعطيته، وأنا فرح أني التقيته، ولكني فوجئت أنه لا يزال على عهده السابق، وحذرني بعض الأصدقاء أن أعطيه أي مال، لأنه يستخدمه في المخدرات للأسف الشديد. وشاب آخر أيضا تزوج وعاش في بداية حياته حياة هادئة، لكنه ما لبث أن جره أقرباؤه إلى جزيرة المخدرات هذا الداء الفتاك، ويعالج هو الآخر مرة بعد أخرى، ولم يكن أهله يريدون أن ينكشفوا أمام الجيران والأصدقاء بأن ابنهم مدمن مخدرات، ولذلك لم يكونوا حريصين في البداية على إدخاله مستشفى الأمل للعلاج، واقتنعوا أخيرا ولكن بعد فوات الأوان.

مئات القصص
هاتان القصتان هما من مئات القصص لمدمني المخدرات لبعض الشباب الذين تجرعوها واحتسوها، وهم في عمر الزهور، والنهاية دائما تكون مأساوية لهؤلاء المتعاطين، والدولة وفقها الله تبذل كثيرا لانتشال الشباب من الوقوع في براثن المخدرات، وقد كشفت الندوة الإقليمية التي رعاها الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تحت عنوان (تجربة المملكة في مكافحة المخدرات) حجم المعاناة من هذه المخدرات وتهريبها إلى بلادنا، حيث ذكر مسؤول أمني أن نسبة التهريب إلى داخل المملكة تبلغ 60 في المائة، وهي نسبة كبيرة نتمنى أن تزول تماما - إن شاء الله - وتشير أيضا إحدى الباحثات التربويات نوال الشمري إلى أن نسبة 76 في المائة من الفئات المقبلة على التعاطي للمخدرات مابين سن 15 - 20 عاما، معتبرة أن الاختبارات هو الموسم الذهبي لمروجي وبائعي المخدرات. وقالت "إن هناك ضعفًا واضحًا في أدوار هذه المؤسسات بإجرائها للأبحاث والدراسات التربوية التي تعالج وتبحث المخدرات"، مشيرة إلى أن المؤسسات التربوية في المملكة، ما زالت تنفي وجود مشكلات التعاطي والإدمان في محاضنها التربوية على الرغم من صدور بعض الأرقام الرسمية التي تؤكد وجود هذه الظاهرة، ولا تنفيها إلى هنا انتهى حديثها، والدراسة خطيرة جدا، وتتعلق بفلذات الأكباد فلا بد من التنبه لذلك والاستفادة من الدراسات في الحد من هذه المشكلات الكبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي