مخرجات قليلة لطلاب حلقات القرآن مقارنة بأعدادهم الكبيرة
أكد عدد من المهتمين بحلقات القرآن الكريم في المساجد أن المخرجات ضعيفة مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تدرس في تحفيظ القرآن الكريم في جميع مناطق السعودية، وأوضحوا أن هذا الضعف في الحفظ نتيجة لعدم اهتمام الطلاب وضعف طرق التحفيظ التي يقوم بها بعض مدرسي الحلقات في تدريس الطلاب, إضافة إلى ضعف شخصيات بعض المعلمين، وطالبوا بضرورة اتباع بعض طرق تحفيظ القرآن المتميزة التي اشتهرت بها بعض مناطق المملكة كمنطقة مكة المكرمة, حيث إن المتقنين لحفظ القرآن فيها أكثر, ولمزيد من إلقاء الضوء على هذا الجانب نترككم مع السطور التالية.
حفظهم أكثر إتقانا
بداية أكد نائب دار أم أسيد الأنصارية مفرح الحقوي أن حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد لها دور كبير في المحافظة على أوقات الطلاب وحفظهم كتاب الله الكريم ويوجد عديد من الطلاب يحفظون عددا كبيرا من أجزاء القرآن الكريم، ولو وجدوا متابعة مستمرة من أولياء الأمور وحرصا لكان حفظهم أكثر إتقانا، لكن لا ننسى أن هناك بعض العوامل المؤثرة في عدم حفظ الطلاب مثل مشاهدة المباريات وأفلام الكرتون التي لا تجعل هناك أوقاتا للتركيز على حفظ القرآن الكريم, لذا نجد أن الذين يتفرغون لحفظ القرآن يحفظونه بتركيز شديد ويكون حفظهم أكثر ثباتا ، كما ينبغي الاتصال بالمبدعين من الحفاظ والمتعلمين، لعل الاتصال بالمبدعين في علوم القرآن الكريم, خاصة في حفظه وتلاوته, وكذلك بالدارسين الذين تكتشف فيهم عناصر الإبداع يسهم في استفادة الدارسين ـ نسأل الله لهم التوفيق .
يفخر به الطلاب
من جانبه, يؤكد الشيخ خالد الهميش إمام وخطيب جامع الفياض في الرياض والمشرف على موقع زواج, أن الانتماء إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم شرف كبير يجب أن يفخر به الطلاب وعليهم أن يكونوا أكثر حرصا على حفظه، لكن مع الأسف الشديد بعض الطلاب لا يستغل القدرة الكبيرة له على الحفظ بل يحاول أن يتعذر بالدراسة ويضغط على أسرته في سبيل التملص من حفظ القرآن الكريم رغم حرص والده وأسرته, لكن أمام ذلك ينسحب الطالب تدريجيا من المسجد والحلقة ويكون لذلك آثار وخيمة علي ، فقد يؤدي هذا الانسحاب إلى انحرافه وتعرفه إلى شباب آخرين ذوي خلق سيئ, والأمثلة كثيرة على ذلك ، لذا لا بد من أن يحاول الآباء تحفيز أبنائهم عند الانضمام إلى حلقات القرآن الكريم وحثهم على ما يسهم في محافظتهم على حفظهم والسير إلى الطريق الصحيح, كما يجب على حلقات التحفيظ اتباع طرق جديدة بين الحين والآخر تبعد الطلاب عن شبح الروتين، وأن يكون هناك بعض الأنشطة ذات أهداف محددة، وواضحة، ونافعة، ومزيلة للملل بالنسبة للطلاب.
ويشير نسيم خان مدرس تحفيظ القرآن الكريم في جامع الأمير سلطان في الرياض, إلى أن مسؤولية المدرس كبيرة في تعليم الطلاب القرآن الكريم، فلا بد أن يكون أسلوبه وسطا في التعامل مع الطلاب وتحفيزهم على تعلمه والتعامل معهم بشكل جيد، وهذا من شأنه أن يحبب الطالب في الحفظ ويكون مساهما في تقوية حفظه القرآن, وهذا من واقع تجربة في تعليم الطلاب للقرآن وحفظ عندي عدد من الطلاب كتاب الله الكريم نسأل الله القبول ولهم التوفيق.
العمل الجاد
ويشير الشيخ سعد العتيبي المشرف السابق في فرع الوسط الشمالي في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في الرياض إلى أن العمل في حلقات تحفيظ القرآن الكريم يحتاج إلى كثير من العمل الجاد, ولعل أهم متطلبات نجاح الطالب في حفظ القرآن الكريم اختيار المعلم الجيد فإنه لا يخفى على عاقل ما للمعلم من دور في تطوير وتفعيل الحلقات القرآنية، إذ إن دوره يعد الدور الرئيس الأول، لأن المعلم بيده - بإذن الله - كل أمور الحلقة فهو يستطيع أن يقدم الحلقة أو يؤخرها، يستطيع أن يرقى بها أو يميتها، ومعلوم أن المعلم إذا استشعر بعظم المسؤولية وأحس بها، فلا تسأل عن شيء بعدها، ونحن نعرف من المعلمين من يحمل هم الحلقة حيث ما كان، وهذا سر نجاحهم، ونعرف آخرين دون ذلك بكثير ولا يتعدى دورهم الحضور والانصراف، ويجب على المعلم عدم ترك المعلم بعض الأحكام تفوت على الطالب مما يكون له أثر كبير في قوة الأداء في الحلقة وإتقان القرآن كاملاً والعلم بأحكام التجويد حتى يكون رده صحيحاً. توفير وتوظيف المدرس الناجح الذي يتمتع بصفات المدرس الناجح المخلص.
ويؤكد الأب عبد الله العامر أهمية دور أولياء الأمور بقوله إننا كأولياء أمور يهمنا حفظ أبنائنا القرآن الكريم, وأن يكونوا بعيدين عن الالتقاء بأصحاب الأفكار المنحرفة, والحمد لله, حلقات القرآن بعيدة عن ذلك، ويسعدنا كثيرا عقد لقاءات مع أولياء الأمور لأنه يعد طرف رئيسا ومهما في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وأضاف أنه عندما يكون القصد هو الإبداع في طرق التدريس فيجب ألا يغفل دور ولي الأمر في هذا الموضوع؛ لذلك يجب التخطيط لعقد لقاء موسع مرة على الأقل في كل شهر أو كل شهرين، بحيث تتم مناقشة مشكلات أبنائنا الطلاب مثل الغياب، وقلة الحفظ، ونسيان ما يحفظ، وغيرها.