شبان يبنون «إمبراطورياتهم» عبر حروب عسكرية افتراضية

شبان يبنون «إمبراطورياتهم» عبر حروب عسكرية افتراضية

«للجادين فقط .. قرية للبيع بكامل جنودها وكل شيء فيها وبسعر رمزي». هذه ليست نكتة بل هو إعلان وضع في أحد مواقع الدعاية، اتصل عليه أحد رجال الأعمال ليفأجأ بأن هذه القرية هي قرية ترافيان الافتراضية.
لعبة «ترافيان» أحد النماذج الصارخة اليوم في عصر الألعاب الإلكترونية، وهي لعبة ألمانية الإصدار تم تأسيسها 2004 ونالت جائزة أفضل لعبة أون لاين بدون تحميل في 2006. تلعب اللعبة في دورات تدعى سيرفر، ومدتها نحو 300 يوم. ويضم السيرفر آلاف اللاعبين، الذين يبدأون في قرية صغيرة، ليحولوها مع الوقت إلى إمبراطورية عسكرية. وتهدف اللعبة إلى الوصول إلى ما يسمى معجزة العالم، وبنائها. كما أن الوصول إليها يتطلب جهدا كبيرا. وتعتمد اللعبة بالدرجة الأولى على نظرية التحالف وذلك للقضاء على قبائل التتار الافتراضية. ويراوح عدد اللاعبين فيها بين 350 ألفا و400 ألف في اللحظة نفسها، مما يكون شبكة من العلاقات يرى بعضهم فيهم جانبا إيجابيا وآخرون يرون عكس ذلك. وسام التميمي, عبر أحد المنتديات يقول: كنت أجد في هذه اللعبة التدرب على القيادة، والحرص على تطوير القرية، لكن سرعان ما اكتشفت غير ذلك ويضيف شارك اثنان من أقاربي فيها أيضا حتى أصبحا يخططان للهجوم على كل أحد. وأشار وسام إلى أنه أصبح يرى أنها لعبة سلبية وأنه يحذر منها من جانب تربوي بحسب ما يقول.
إيجابياتها
بدر حسين (طالب 24 عاما) يقول: من الممكن الاستفادة ماليا من هذه اللعبة وذلك في حالة بيع قرية إذا وصلت في اللعبة إلى مرحلة معينة. فيما عبر مروان سالم عن إعجابه باللعبة مبديا استمتاعه الشديد باللعبة, بل الأمر يصل به أحيانا إلى إضفاء نوع من الإثارة أثناء لعبه.
من جهته قال عبد الله وعمر محمد العمودي لعل من إيجابياتها تنمية العقل واختبار قوة الشخصية, واتفق فارس المشجري مع العمودي مضيفا أن هذه اللعبة فيها تنمية للتفكير والتخطيط الاستراتيجي للشاب.

سلبياتها
المهندس عبد الله أو (الهارب) كما يحب أن يسمي نفسه في منتدى اللعبة بعث برسالة عنونها «إلى من يهمه الأمر» يشتكي فيها صديقه «مدير المهمات الخاصة» الذي وعده بجيش يطوي الفيافي والقفار وجيش له صولات وجولات في الترافيان ليفاجأ بجيش لكن من الجرذان. يقول في رسالته كيف أقتل هذا الصديق أو أتخلص منه!!
عبد الرحمن دحمان العمودي أحد المشتركين في اللعبة أكد في تصريح أن هذه اللعبة مضيعة للوقت بلا فائدة وهي شغل من لا شغل له ـ بحسب قوله.

تربويا
نفى المستشار التربوي الدكتور خالد الحليبي أن تكون لعبة ترافيان غزوا فكريا أو مؤامرة تحاك ضد الأمة الإسلامية، واستدرك قائلا: نعم هناك مؤمرات ضد الأمة لكن ليس كل الذي يجري حولنا نقول عنه أنه غزو فكري.
وأضاف: إنني أرى أن ترافيان هي مجرد لعبة فقط. وأوضح الحليبي أن هذه الألعاب بالرغم من إيجابياتها لكن سلبياتها تطغى على الإيجابيات.
وأردف قائلا: هناك بدائل كثيرة تغني عن ترافيان، من ضمنها لعبة بناء حديقة الحيوانات وغيرها من الألعاب.

الأكثر قراءة