رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


شركات خاسرة .. ما الفائدة؟

يعتبر سوق الأسهم إحدى الوسائل في الاقتصادات الحديثة المتقدمة لحشد المدخرات وتوجيهها إلى مشاريع تنموية اقتصادياً تنعكس في إطارها الكلي باستثمار هذه المدخرات وتنميتها وتحقيق عائد مجز من خلال زيادة في قيم هذه المشاريع عن قيمة أصولها الدفترية. ولذا فكلما كانت هذه المشاريع أو بمعنى أقرب هذه الشركات في أعمالها ونتائجها ذات جدوى اقتصادية جيدة كان السوق أداة فاعلة في تنمية الأموال والمدخرات بشكل إيجابي يكفل تناميها. ومن هذا المنظور حري بنا تسليط الضوء على فائدة السوق للاقتصاد خصوصاً في هذا الوقت بعد إعلان الشركات المدرجة فيه عن نتائجها في الربع الأول من هذا العام. لقد بلغ إجمالي أرباح الشركات 17.5 مليار ريال للربع الأول لعام 2010 مقارنة بنحو تسعة مليارات في الربع الأول لعام 2004، ونحو 21 مليار ريال في الربع الأول لعام 2008، بينما تحقق ما مجموعه عشرة مليارات تقريباً في الربع الأول من عام 2009 كإجمالي لأرباح الشركات المدرجة في السوق. ولا شك أن التباين في الأداء مآله في بعض الأحيان إلى عوامل اقتصادية خارج سيطرة الشركات وذلك مثلما تأثرت نتائج الربع الأول من عام 2009 على أعقاب الأزمة المالية التي عصفت بالأسواق الدولية عموماً. بينما على الطرف الآخر هناك أرباح حققتها الشركات في سابق أزمنتها من جرّاء ما أسميه أرباحا وهميَّة، وذلك باستغلال ظروف السوق نفسه «وقانونياً» حين كان الكل يبيع ويشتري أي سهم دون خسارة تذكر، وبالتالي تشتغل الشركة في نشاط التداول بالأسهم وليس في إطار نشاطها الرئيس والذي لهذا الغرض سنت قوانين وقتها بمنع ذلك، حيث كانت تلك الفترات أيام تشكل البنية التشريعية للسوق. لذا فالسوق من مسؤوليته مراقبة أداء الشركات وإدارتها بكفاءة لكي يكون سوقاً فاعلاً يؤدي وظيفة في الاقتصاد وإلا ينتهي ليكون محرقة للمدخرات ومعول هدم للبناء الاقتصادي. بالطبع السوق لا يشترط ضمان الربحية من قبل الشركات لكنه يجب أن يشترط الكفاءة والمهنية فيما يكفل حسن الأداء للشركات وبالتالي ربحيتها. ومن هذا المنطلق ولأسباب أخرى أيضاً أوقفت شركات بدعوى تراكم الخسائر وتواليها سنة إثر الأخرى. وعلى الطرف الآخر من المعادلة زاد عدد الشركات المدرجة في محاولات لضبط إيقاع السوق وإكمال بنيته فيما يعضد كفاءة أدائه. ولو تتبعنا بعض المؤشرات المالية لبعض من هذه الشركات المدرجة سواءً العتيقة منها في الإدراج أو الحديثة لوجدت أن هناك شركات ما زالت تسجل خسائر متوالية دون أدنى اتخاذ أي إجراء بحقها. صحيح أن لكل شركة ظروفها، وتوقيت دخولها، وإنشائها ولا يجب أن نشترط الربحية من أول أيام ولادتها غير أن بعضا منها من الواضح سوء أدائها بشكل مستمر. فعلى من تقع المسؤولية عن الأداء؟ بالطبع المساهمون هم الملاَّك، وهم الذين يجب أن يحاسبوا إدارة تلك الشركات عن أدائها لكن المشكلة في تقديري أن المساهمين أنفسهم ربما لا يعرفون ما واجباتهم وحقوقهم؟ وقد يكون مغلوباً على أمرهم بحكم الأغلبية لفئة من المساهمين. ولكن، وحفاظاً على أداء السوق بالجملة، أرى أن يكون للسوق كلمته المفروضة، وقد بُدئى بذلك بتطبيق ما يسمى «الحوكمة» وغيرها من النظم في إيقاف التداول بدواعي هزالة الأداء. أعتقد في رأيي عدم اللجوء إلى إيجاد ما يسمى السوق الموازي لتلك الشركات المتعثرة لعدد من الأسباب منها تخصيب البيئة المضاربية فيما لو أوجد مثل هذا النوع من السوق في ظل نقص رقابي متوقع. الحقيقة أن على السوق بهيئته التشريعية تحفيز الشركات على الانتماء شريطة أن يكون ذلك العضو يستحق من خلال أدائه العضوية لهذا النادي وإلا فليس مرحَّباً بها لعضو إذا كان تأهيله ناقصاً سيخرب وجوده أداء السوق ككل والثقة بالسواد الأعظم من المؤهلين من غيره.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي