إنها الـ 45 يا صاح

إنها السنة الخامسة والأربعون. لا أظن أن الأمر يعني أحدا، لكنني اليوم قررت أن أتقمص دور الحكيم وأن أهرف بما عرفت.
أول معرفة تعلمتها بعد كل هذه السنين ألا تعطي نصيحة لأحد لم يطلب منك نصيحة، وتأكد أن الآخر لو أراد منك نصحا أو مشورة لما تردد في طلبها منك. وإذا ما طلب منك أحد نصيحة فأعطها له بصدق، حتى تجد الصدق عند الآخرين عندما تحتاج إلى المشورة منهم.
وقد أخذت على نفسي عهدا بمناسبة الـ 45 أن ألتزم بذلك، ولا يبدو أنني قادر ولكنني سأحاول.
المعرفة الثانية إذا أساء إليك أحد، فلتعلم أن هذا جزء من إساءات قد تكون أنت أهديتها لسواك بقصد أو بغير قصد. وإذا شعرت بطعم الغبن والظلم، فلا تجزم أن هذه أسوأ تجربة عشتها، إذ إن بعض ما تتصور أنه الأسوأ بالنسبة لك في لحظة ما، قد تكتشف فيما بعد أنه كان الأفضل حتى إن بدا لك ولسواك غير ذلك.
المعرفة الثالثة والأخيرة، لا تبخل بما تعلمته على سواك. ولا تصدق أن نقلك للمعرفة التي لديك سيؤدي إلى الإضرار بك.
أذكر أستاذا في الجامعة كان يرى أن الحصول على الدرجة الكاملة محرم على الطالب، كان يقول لنا: إذا أعطيتك الدرجة كاملة ماذا سآخذ أنا؟! سجن الدكتور نفسه في زنزانة الطالب ولكنه أهدانا درسا مهما وفي وقت مبكر نسبيا: ليس كل أستاذ مر بك يستحق أن تقتدي به في كل أموره.
نسيت هذا الدرس، ونسيت دروسا أخرى، وها أنا أحتفي بالـ 45 وأنا أتأبط الصديق الوحيد الذي لا يؤذيك أبدا: الكتاب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي