المستفيدون الجدد من إقرار قانون إصلاح الرعاية الصحية في أمريكا (1 من 2)
القانون الجديد الذي أقره الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسمح بتوفير ضمان صحي لأكثر من 32 مليون أمريكي لا يحملون وثائق تأمين صحية، كما يهدف إلى توفير تغطية صحية لنحو 95 في المائة من الأمريكيين دون سن 65 سنة (وإن كانت بعض الدراسات تؤكد أن ما لا يقل عن 46 مليون أمريكي دون تغطية تأمينية). لقد سبق لي في مقالات سابقة الحديث عن بعض الصعوبات التي واجهت إقرار هذا القانون, سواء التحديات التي سبقت إقراره أو التحديات المتوقعة بعد إقراره. فتهنئة ما لا يقل عددهم عن 16 رئيس دولة (خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ كان من ضمن هذه الشخصيات) الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إقرار القانون الصحي الجديد دليل واضح على مدى أهمية إقرار هذا القانون ومدى الصعوبات التي واجهها قبل إقراره.
لا شك أن معرفة بعض معالم هذا النظام يمكننا من معرفة المستفيدين من النظام, فتشريع أي نظام أو قانون لا بد أن يكون له مستفيدون ومتضرون.
في اعتقادي أن الشباب من أهم المستفيدين من القانون الجديد, فالقانون الجديد فيه مميزات جيدة للشباب, خصوصا ممن هم فوق 23 سنة ودون 26 سنة, فطلبة الجامعة ممن هم فوق 23 سنة يتيح لهم القانون الجديد الاستفادة من التغطية التأمينية المتوافرة لهم عبر والديهم دون الاشتراط أن يكونوا طلابا منتظمين. فبإمكان من هم أقل 27 الاستفادة من الرعاية الصحية المقدمة عبر التأمين الصحي لوالديهم بغض النظر عن حالتهم المهنية. ربما لا يكون العسكريون المشمولون في برنامج الرعاية الصحية الخاص بالعسكريين Tricareمن ضمن المستفيدين من إقرار القانون الجديد لكونهم مغطين تأمينيا لكن القانون الجديد سينعكس بصورة إيجابية على أبنائهم, خصوصا ممن هم فوق 23 سنة. شركات التأمين الجديدة عليها تقدم الصحة الوقائية كجزء من الخدمات الصحية المقدمة دون أن يدفع المستفيد أي مبلغ نظير تلقيه الرعاية الصحية على أن تلزم كل شركات التأمين بتقديم الخدمات الصحية الوقائية عام 2018. كما سيشمل القانون الجديد المستفيدين من برنامج الميدرير Medicare program الخاص بمن يتجاوز أعمارهم 65 عاما الحصول على الرعاية الصحية الوقائية دون اقتطاع مبلغ مالي من المستفيد من الخدمة بدءا من عام 2011.
لا شك أن الشركات الصغيرة التي لديها عدد موظفين أقل من 50 من أهم الفئات المستفيدة من القانون الجديد, فالقانون الجديد يتيح للشركات الصغيرة التي لديها عدد موظفين أقل من 50 موظفا الحصول على خصومات ضريبية تساوي 35 في المائة من القيمة المخصصة للقسط التأميني على أن تزيد النسبة لـ 50 في المائة عام 2014. لذا أجد أن المؤسسات أو الشركات التي لديها أقل من 50 موظفا من أهم المستفيدين من النظام الجديد.
كما أن من فوائد النظام الصحي الجديد أن الشركات التي تقدم خدمات تأمينية مع التقاعد المبكر ستحصل على مساعدات من برامج إعادة التأمين المؤقتة بعد إقرار النظام. كما أن القانون نص على بعض البنود التي تجبر كل شركات التأمين الالتزام بالتنظيمات الخاصة على الموافق بالعلاج.
إجمالا, القانون الجديد فيه تدخل حكومي ليس من الناحية التشريعية فقط بل حتى على مصادر تمويل الخدمات الصحية. الفئات من المجتمع التي كانت تعاني عدم وجود غطاء تأميني يمكنها من الحصول على الرعاية الصحية مكنها القانون الجديد من الحصول على الغطاء التأميني اللازم لتلقي الرعاية الصحية.
القانون الجديد فيه عديد من الفئات المستفيدة من النظام, لكن في اعتقادي أن فئة الشباب والشركات الصغيرة من أهم الفئات المستفيدة من القانون الجديد على المدى القصير- على أقل تقدير- لكن انعكاس القانون الصحي الجديد يحتاج إلى وقت للحكم عليه بصورة دقيقة وتحديد الفئات المستفيدة فعليا بعد تطبيق النظام على المدى الطويل. التغير في القانون الصحي الأمريكي فيه عديد من الدروس المستفادة للدول الأخرى, وهو ما سنتطرق للحديث عنه في المقال المقبل.