الهيئة والنقلة النوعية
يمثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهمية كبيرة في بلادنا وهو أساس قويم لنهج هذه البلاد المباركة أرساه مؤسسها الملك عبد العزيز رحمه الله وتجسد هذا الاهتمام في تعيين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ للقيام بأعمال الاحتساب عام 1345هـ، فأصبح الشيخ عمر رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة نجد كأول رئيس للهيئة في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وقد سار على نهجه أبنائه البررة ملوك هذه البلاد بالاهتمام بهذه الشعيرة المباركة من عهد الملك سعود إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وفقه الله لكل خير، وهم يؤكدون تمسكهم بهذه الشعيرة ودعمها حتى تؤدي رسالة على الوجه المطلوب، وهي من الشعائر التي حث عليها الشارع الحكيم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) سورة آل عمران – ويعتبره العلماء الركن السادس من أركان الإسلام الذي تقوم عليه الدولة الإسلامية وهي المتجسدة في هذا الوطن الغالي على قلوبنا، والحقيقة أن الجهة المخولة بهذه المسئولية وهي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف تواجه ظروفا عصيبة نتيجة وقوع بعض الأخطاء وهي طبيعية لمن يعمل فليس هناك عمل كامل فالكمال لله وحده، ولكن هناك للأسف من يضخم هذه الأخطاء ثم تكتشف الحقيقة بعد ذلك بأنها أحداث عادية جدا، ونحن نلمس جهودهم في قضايا الستر على فتياتنا وعلى إنقاذهن من ابتزاز بعض الشباب والتي كانت من الإنجازات التي نجحت فيها الهيئة، وهي في الوقت الحاضر تسير بخطوات وثابة ومدروسة وفق خطط موضوعة شهدت تدريب مئات العاملين بها وتطوير قدراتهم في كيفية التعامل مع الأحداث التي تواجههم. كما قامت بإنجازات مشهودة في سبيل تطوير عملها وأنشأت عدة كراسي للبحث منها كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في جامعة الملك سعود وتأسيس كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة في جامعة الملك عبد العزيز، الذي يشكل لبنة مهمة للإصلاح المجتمعي وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية وإنشاء كرسي بحثي يُعنى بقضايا المرأة والحسبة، في جامعة حائل وهي خطوات تؤكد حرص المسئولين على تطوير عملها والاستفادة من كل ما يرتقي بعملها حتى تحقق التطلعات والأمل المنشود.
كما جعلت هذا العام (1431هـ) عام العمل الميداني، في الفروع كافة، ليكون العضو الميداني قادرا على الإسهام في حفظ أمن المجتمع واستقراره، وتوجيهه نحو العلاقة المثالية مع الخالق سبحانه وتعالى، وهي تعمل على تحقيق أعلى درجات الرضا الوظيفي لجميع العاملين في الرئاسة بدءا من الميدان بحسب المشروع الذي أطلقته هذا العام، ولهذا فلا بد أن نقدر هذه الجهود المبذولة لتحسين عمل الأمر بالمعروف، ونتعامل مع بعض الأخطاء بالشكل الذي يسهم في تقليصها واختفائها من الساحة، ولا بد أن نحرص على تقويم هذا الجهد وما يقع من أخطاء بطريقة تحفظ لهذه الشعيرة المباركة مكانتها، كما لا بد أن يكون للهيئة تواصل سريع مع الإعلام عند وقوع بعض المشكلات حتى تستقي وسائل الإعلام المعلومات من مصادرها الرئيسة حتى تظهر الحقيقة دون رتوش. نتمنى من الله لهذه الهيئة التوفيق وأن يستمدوا عونهم من الله ثم دعم ولاة الأمر حتى يتحقق ما يصبون إليه.