تسلم عروض الائتلافات المؤهلة لإنشاء محطة رأس الزور في مايو
ينتظر أن تتسلم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في أيار (مايو) المقبل عروض التحالفات العالمية والمحلية المؤهلة من أجل الظفر بعقد إنشاء محطة التحلية والقوى الكهربائية في رأس الزور على الخليج العربي.
وتعد هذه المحطة عند الانتهاء من إنشائها، أكبر محطة تحلية في العالم، والتي تبلغ طاقتها نحو 2400 ميجاوات كهرباء، و1.025 مليون متر مكعب مياه محلاة. ومن المتوقع أن ينتهي المشروع خلال ثلاثة أعوام والذي خصص من إنتاجه من المياه المحلاة نحو 25 ألف متر مكعب لشركة معادن، ومليون متر مكعب ستغذي منطقة الرياض، النعيرية، حفر الباطن، القيصومة، والخفجي، في حين خصص 1350ميجاوات من إنتاجه من الطاقة الكهربائية لشركة معادن، ألف ميجاوات للشركة السعودية للكهرباء، و50 ميجاوات للصناعات التحويلية في رأس الزور.
وكان هذا المشروع ضمن المشاريع التي طرحت بمشاركة القطاع الخاص IWPP على أساس البناء والتشغيل والملكية BOO، إلا أن الأزمة المالية التي عصفت بالعالم في منتصف عام 2008 قد حالت دون تنفيذه بعد أن تعثر في مرحلته السابقة نتيجة مشكلات مالية لم يستطع الائتلاف الفائز الوفاء بها نتيجة لضخامة المشروع مما حدا بالدولة إلى اعتماده ضمن ميزانية الدولة حتى لا تتأخر مشاريع التنمية في المملكة ومن ضمنها المياه والكهرباء.
أمام ذلك، كشفت شركة بمكو العربية السعودية عن تحالف عقدته مع شركة إيطالية عملاقة في مجال الطاقة للتقدم بتحالف للفوز بمشروع محطة رأس الزور، مفصحة عن وجود منافسة عالية للفوز بعقد بناء المشروع.
وقال المهندس عماد غندورة المدير التنفيذي لتطوير المشاريع في الشركة، إن هناك تحالفاً مع شركة فيزياء الإيطالية العالمية العاملة في مجالات الطاقة وتحلية المياه لتقدم في التاسع من أيار (مايو) المقبل للفوز بمشروع محطة رأس الزور التي تقوم عليها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. وأفاد بأن المشروع ضخم بإنتاج يقدر بمليون متر مكعب من المياه يحتاج إلى شريك ذي خبرة واسعة وقدرات تصنيعية وتقنية عالية جدا ليتولى تشييد المحطة، مؤكدا أن هناك منافسة محتدمة مع شركات كورية وأوروبية لكنه أكد قدرة تحالفها الفنية والمالية في تلبية متطلبات المشروع.
وأفصح غندورة، في تصريحات على هامش مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية الذي اختتم أعماله في الرياض أمس، عن توجه الشركة حاليا لتوسيع أنشطة التصنيع لديها حيث يجري التباحث مع عديد من الشركات العالمية للتعاون معها لتوطين بعض الصناعات في المملكة، مشددا على اهتمام الشركة بصناعة المعدات الثقيلة في مجال تحلية المياه والكهرباء والمساعدة على توفير قطع الغيار وخلق الفرص الوظيفية الواعدة. كما أكد قدرة الشركات السعودية في تسلم مشاريع الطاقة وتحلية المياه العملاقة وتسليمها بالتجهيزات كافة لبدء عمليات التشغيل، مستشهدا بـ «بمكو العربية» السعودية التي تمتلك قدرات بفضل 13 شركة وطنية تابعة لها والتي تقوم بعمليات التصنيع لكثير من المنتجات كالحديد، كما لـ «بمكو للستيل» و»بمكو للخدمات» و»جداك» المتخصصة في تصنيع الكهرباء و»تروباك للأنابيب».
ويرى غندورة، أن سوق المقاولات المتخصصة في صناعة مدن التحلية والطاقة والمجمعات الصناعية عملاقة وتحتاج إلى مزيد من الشركات والخدمات الواسعة والتقنيات الجديدة، مفيدا بأن المملكة تصنف عالميا كأكبر الأسواق فيما يخص تحلية المياه خاصة بدخول مشروع رأس الزور.
ويضيف أن هناك مشاريع كبرى مستقبلية في نطاقات الماء والكهرباء، والسوق قوية والطلب موجود ولاسيما مع وجود نمو في المدن والتوسع السكاني والصناعي وهي التي تحتاج إلى قطاع خاص وموردين كثر.
وأفاد غندور بأن الشركات العاملة تسجل تنافسا محتدما لتقديم مشاريع الطاقة بيد أن قدرات هذه المشاريع التي تسمى «تسليم المفتاح» للمدن والمجمعات، تحتاج إلى وجود تعاون واستعانة بالشركات العالمية لتشييدها ودعمها بتخصصاتها ومتطلباتها التجهيزية الفنية والتقنية كافة.