وأنت أيضا متهم
تقرأ في الصحافة عن حادثة معينة. تنظر إليها بمثالية وحيادية مفرطة. تحدد في الغالب بشكل دقيق من المخطئ ومن صاحب الحق. أنت خارج الدائرة، ولست طرفا في القصة، ولهذا فحكمك عليها لا يتأثر بمصلحة ما.
الآن دعنا نتصور أنك أنت أو أنا أو أي شخص قريب كان طرفا في القصة، كيف تنظر للأمر؟ كيف تقرأ القصة؟ ألم يتغير موقفك من بناء حكايتك تجاه المخطئ وصاحب الحق؟
هذه الخواطر، أحببت أن أتشارك معكم بشأنها، وغالبا ما أتناقش حولها أنا وبعض الأصدقاء. المدهش في الأمر أن الغالبية تكتشف فعلا أنها تعزل نفسها خلف حاجز شفاف، فيأتي تفاعلها متباينا.
نحن نتحدث دوما عن العنف الأسري، وكل إنسان فينا يكتب أو يقرأ عن هذه الظاهرة، ويقوم بعزل نفسه خلف حائط شفاف كي يبدو مفصولا عن كل هذه الحكايات.
لكن هل هذا الأمر حقيقي ودقيق. هانحن نتداعى جميعا لتصفح كل جديد يخص قضية تورط طبيب في محاولة تهريب ابنه من المستشفى حتى لا يمكن اكتشاف تعرضه للتعنيف والحرق من زوجته الثانية. بالنتيجة، الأخطاء لا تعرف شخصا يتمتع بتعليم عال ومكانة رفيعة أو شخص أقل منه.
المسألة تتطلب أن يتحسس المرء قلبه دوما، وأن يحاول أن يواصل تدريب نفسه على أن يكون إنسانا. وأنا أصر على أن يواصل تدريب نفسه، لأن من يزعم أنه ولد كامل الإنسانية يهرف بما لا يعرف.