رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


قرّاءٌ يلفتون الأنظار

يعتبر جمال الصوت نعمة من الله - سبحانه وتعالى - على عباده، وقد أنعم الله في زماننا هذا على مجموعة من القراء بجمال الصوت، ما جعل كثيراً من الناس يحرصون على الذهاب إلى مساجدهم ليستمع للقرآن وهو يتلى بأصواتهم رغبة في التأثر بكلام الله عندما يُقرأ من الآخرين ولا سيما صاحب الصوت الحسن، وقد ظهر في السنوات الأخيرة عدد من القراء يتميزون بحسن صوتهم ومن هؤلاء القارئ عبد الولي الأركاني إمام جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في جدة، الذي يعتبر من القراء الذين يملكون صوتا جميلا بالقرآن، ويشعر المستمع عند الاستماع إليه بالخشوع في صلاته وارتفاع في إيمانه، وقد استمعت لقراءته أخيراً في قناة بداية عندما تمت استضافته فكان مؤثرا في المستمعين إليه بقراءته الجميلة ولم يكن يعرفه الناس خصوصا خارج محافظة جدة، وشخصيا سمعت كثيرين يثنون على قراءته ممن أعجبتهم تلاوته وتمكنه في حفظ كتاب الله الكريم، وكذلك من القراء الذين يحظون بذهاب الناس لمساجدهم والاستماع لهم القارئ ماجد الزامل إمام جامع الراجحي في شبرا وهو الجامع الذي كانت تعقد فيه دروس العلامة الراحل الشيخ عبد الله بن جبرين - رحمه الله - رحمة واسعة، ولي معرفة شخصية بماجد الزامل وهو يختلف عن بعض القراء الذين كان لهم ظهور إعلامي كبير أمثال القطامي وياسر الدوسري كأشهر القراء في الرياض وبالذات الثاني الذي كانت له عدة لقاءات صحافية وفضائية وغيرهما، حيث إنه يرفض الظهور الإعلامي، ولكن له صوتاً مميزاً في القراءة وخصوصا في أيام شهر رمضان، حيث يمتلئ مسجده بالحضور من مختلف أحياء الرياض، وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب تحسين الصوت بالقرآن ومنها:
- ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى: ''لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ''. قال النووي - رحمه الله'': قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِالْمِزْمَارِ هُنَا الصَّوْت الْحَسَن، وَأَصْل الزَّمْر الْغِنَاء، وَآلُ دَاوُدَ هُوَ دَاوُدُ نَفْسه، وَآلُ فُلَان قَدْ يُطْلَق عَلَى نَفْسه، وَكَانَ دَاوُدُ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَسَن الصَّوْت جِدًّا'' ''وفي رواية أَنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَائِشَة مَرَّا بِأَبِي مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأ فِي بَيْته، فَقَامَا يَسْتَمِعَانِ لِقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمَا مَضَيَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ لَقِيَ أَبُو مُوسَى رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَرَرْت بِك ''فَذَكَرَ الْحَدِيث فَقَالَ'' أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْت بِمَكَانِك لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا '' وَلِابْنِ سَعْد مِنْ حَدِيث أَنَس بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْط مُسْلِم''.
- ومنها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ''زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ'' وقال أيضا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ''لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ'' والأحاديث في هذا أكثر من أن تحصر وهي تدل على أهمية تحسين الصوت بقراءة القرآن وكذلك الاستماع إليه، نسأل الله أن يرزقنا جميعا الإخلاص في الاستماع وقراءة القرآن, وأن يكتب لنا الأجر الجزيل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي