رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


ثقافة الموت والحياة

لفتني بكاؤه الشديد، كان متأثرا أكثر من بعض أقارب الراحل. أعرفه وأعرف ابنه. في وقت تال، سألت الابن عن سر تأثر والده الذي بدا ملحوظا من الجميع. حدثني عن صداقة العمر التي كانت تربطه بالراحل. قال إن والده أصبح يتأثر بشدة كلما سمع عن موت صديق، بل إنه أصبح يترقب هو الآخر لحظة الموت، وهو دوما يعدد هؤلاء الأصدقاء ويردد : أسأل الله حسن الختام، أظن أن الدور وصلني.
اكتشفت فيما بعد أن هذا الأمر يمثل إيقاعا مصاحبا لحركة الأصدقاء، وما أن يرحل الأول حتى يبدأ الآخرون في ترقب من سيكون التالي.
رأيي أن هذه المسألة يمكن أن تكون أخف لو وجدت في عالمنا العربي تغليبا لثقافة الحياة على ثقافة الموت. دفء التواصل، وإثراء حياة المسنين بالتواصل الاجتماعي يمكنها أن تعيد صياغة أولوياتهم، بدلا من جلوس عدد كبير منهم في فترة ما بعد التقاعد في انتظار لحظة الختام.
زرت منذ فترة مركز الأمير سلمان للمسنين في مناسبة اجتماعية، وجدتها فرصة للتعرف على المركز وتفاصيله، هذا المركز يمثل نموذجا فريدا، من المهم أن يكون هناك كثير من المراكز الشبيهة في الرياض، وفي سواها من المناطق. البعض ربما يموت، لأنه فقد الرغبة في الحياة أصلا، لأنه يشعر أنه وحيد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي