تقرير: ظلال الشك تخيّم على مستقبل الاستثمار في القطاع
أفرد التقرير الصادر عن منتدى الطاقة العالمي الـ 12 الذي جاء تحت عنوان ''نضج الحوار بين المنتج والمستهلك'' جانباً كبيراً لمسألة الاستثمار في الطاقة، مبيناً ما لها من أهمية في الفترة المقبلة سواء في قطاع النفط والغاز الطبيعي أو في مصادر الطاقة الجديدة. كما عرض أهم التحديات التي تواجه الاستثمار في الطاقة.
يشير التقرير إلى أن ظلال الشك تخيم على مستقبل الاستثمار في قطاع الطاقة وذلك بسبب التقلبات التي يشهدها العالم سياسياً وجيوسياسياً، فضلاً عن حالة عدم التوقع التي تكتنف أسعار النفط. وخلال العامين الماضيين تحديداً أسعار النفط أثارت قلقاً بشأن عائدات الاستثمار في قطاعي النفط والغاز. وقد ألقى المناخ الاقتصادي الحالي بظلاله على مستقبل العرض والطلب بعد أن قامت العديد من الشركات بتأجيل المواعيد المقررة لمشاريعها. وكان التأثير فورياً على نمو قطاعي النفط والغاز إلا أن التأثير امتد إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة وبدائل الطاقة.
وعلى الرغم من أن الطلب الحالي انخفض عما كان عليه في السنوات الماضية إلا أن الطلب على الطاقة سيستمر في النمو خلال العقود المقبلة مدفوعاً بصفة أساسية بارتفاع عدد السكان، والنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط والصين والهند.
ويتوقع أن يشهد قطاع الطاقة ارتفاعاً في الطلب نتيجة لتعافي الاقتصاد العالمي. ويشير التقرير إلى أنه لمواجهة (خذ) النمو في الطلب يجب أن يتم اكتشاف استثمارات ضخمة مع تطويرها وتشغيلها ونقل المنتجات النهائية إلى المستهلك. وطبقاً لأحدث التقديرات فإن العالم يحتاج إلى استثمار 26 تريليون دولار لمواجهة الاحتياجات العالمية من الطاقة خلال 2030 بمعدل 1.1 تريليون سنوياً مع توجيه 250 مليار دولار لقطاعي النفط والغاز فقط. وتقدر ''أوبك'' متطلبات الاستثمار المتراكمة عالمياً للنفط بـ 3.1 تريليون حيث لا يجب توجيه الاستثمار للمصادر الأخرى للطاقة فقط خاصة مع نضوب العديد من حقول النفط والغاز مما يستلزم الاستثمار في إنتاج هذين القطاعين.
انقلاب آليات أسواق الغاز: يجدد المنتدى هذا العام التركيز على ما سبق أن رصده المنتدى في دورته السابقة من أنه على الرغم من أن احتياطي الغاز الحالي قادر على مواجهة الطلب في المستقبل إلا أن تحقيق هذا الهدف مرهون بإقامة استثمارات ضخمة. وشدد الحضور على أهمية التعاون بين المنتج والمستهلك بحيث يمكن لكليهما جني الثمار، كما تسمح للدول أن تتحرك بعيداً عن العلاقة التقليدية بين البائع والمشتري. ولا يمكن إغفال التوصية الخاصة بضرورة تطوير مبادرة شفافية بيانات للغاز الطبيعي وهي عبارة عن مشروع يتبناه المنتدى. ومن المقرر أن تشهد الدوحة انعقاد المؤتمر الثاني المشترك بين منتدى الطاقة والاتحاد الدولي للغاز في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 لتوطيد الحوار العالمي حول الغاز.
التعاون بين شركات النفط المحلية والعالمية
يشدد التقرير على أهمية التعاون بين الشركات المحلية والعالمية في مجال الاستثمار في الطاقة حيث إن هذا التعاون من شأنه العمل على تحقيق معدلات أفضل في الاستثمار فضلاً عما يوفره من دور استراتيجي في المناخ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في الدول المضيفة للشركات العالمية. وقد احتل هذا التعاون مكانة كبيرة تحت مظلة منتدى الطاقة العالمي حيث يتم التخطيط لعقد منتدى للشركات العالمية والمحلية في 2011 وذلك بعد نجاح الدورة الأولى التي عقدت في الكويت في آذار (مارس) 2009.
معالجة الموارد البشرية
في الصناعات البترولية
من العوائق التي تقف أمام الاستثمار في مجال النفط والغاز غياب المسؤولين ذوي الخبرة فقد لوحظ أن الكثيرين ينظرون لذلك القطاع باعتباره في مرحلة الأفول خاصة مع المخاوف البيئية والمنافسة من صناعات أخرى، وخفض عدد البرامج الجامعية ذات الصلة مما جعل عدد الخبراء الأكفاء يتناقص في الصناعات البترولية. وتشير الدراسات إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية سيفقد هذا القطاع 50 في المائة من العاملين فيه بسبب التقدم في العمر في حين لا ينتظر أن يلتحق به أكثر من 15 في المائة من العاملين الجدد حيث بات الطلاب يبحثون عن الأمان الوظيفي طويل المدى وهو ما يجعلهم يبتعدون عن تلك الصناعات التي شهدت تقلبات عدة في الآونة الأخيرة. وقد طرحت حلقات نقاشية عقدها مؤتمر الطاقة في نيسان (أبريل) الماضي عدة توصيات لجذب وتحفيز الموهوبين، وكذلك تشجيع التعاون بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والصناعة .
عقبات في وجه مناخ الاستثمار
يناقش المشاركون في المنتدى الصعوبات التي تعترض استراتيجيات الاستثمار في الطاقة من تلك العقبات ما يتعلق بالعرض وتتلخص في حجم الموارد التي يتم تحويلها لاحتياطي، ودور التقنية الحديثة، وعدم ثبات الأسعار والتكلفة. وبالنسبة للعقبات الخاصة بالطلب فمنها البدائل ومدى فعالية الطاقة. وهناك عقبات ذات صلة بالسياسات وهي تتلخص في الحاجة لإصلاحات عالمية، وتشريعات محلية.
تقييم إمكانات الوقود الحيوي
قام منتدى الطاقة العالمي بتكليف اثنين من الخبراء البارزين عدنان شهاب الدين، وكلود مانديل للقيام بمهمة صعبة وهي تقديم تقييم واع لتجربة الوقود الحيوي إمكانات وتقييدات. ورصد الخبراء أن التجربة الأولية لاستخراج الوقود الحيوي ما عدا حالة البرازيل كانت نسبة الانخفاض في انبعاث الغازات ضئيلة بل إنها كانت أسوأ في بعض الحالات. كما أن إنتاج الوقود الحيوي يؤثر في ارتفاع أسعار الغذاء. ولا يتوقع أن يكون الجيل الثاني من الوقود الحيوي متاحاً تجارياً على نطاق واسع.