منتدى كانكون: توقعات بإصدار بيان مشترك يتصدى للقفزات السعرية للنفط

منتدى كانكون: توقعات بإصدار بيان مشترك يتصدى للقفزات السعرية للنفط

يبحث المجتمعون في منتدى كانكون، الذي يعد أكبر منتدى لقطاع الطاقة، إمكانية التصدي للتقلب المفرط في الأسعار، وهو الأمر الذي شهده العالم أثناء الأزمة المالية العالمية.
وتقام فعاليات المنتدى الدولي للطاقة، الذي يعقد مرة كل سنتين، في يومين، من المقرر أن تنتهي اليوم بإصدار إعلان وزاري، حيث من المتوقع أن يطالب الوزراء بالعمل المشترك للتصدي للمخاطر من حيث قفزات الأسعار وتراجعها.
وخلال النصف الثاني من عام 2008، كان من شأن المخاوف حول إمدادات الطاقة أن اندفع سعر النفط الخام إلى مستويات قياسية زادت على 147 دولاراً للبرميل قبل أن تندفع الأسعار إلى الأدنى بفعل الركود الاقتصادي العالمي الحاد وتنهار إلى مستوى 32 دولاراً فقط للبرميل.
ومنذ ذلك ألحين تعافت الأسعار بصورة ثابتة، وإن كانت أحياناً تشهد قفزات قصيرة، مثلما حدث يوم الإثنين حيث اندفع السعر إلى ما فوق 82 دولاراً للبرميل مع تراجع الدولار الأمريكي، وشهدت روسيا، وهي من البلدان الرئيسية المنتجة للنفط، هجمات انتحارية على المترو في موسكو.
يذكر أن هذا المؤتمر هو اللقاء الـ 12 للمنتدى الدولي للطاقة، وسيستند على نتائج المؤتمر الأخير الذي عقد في روما في عام 2008، وعلى اجتماعين لاحقين عُقِدا في جدة ولندن في وقت متأخر من ذلك العام حين تعرضت أسعار النفط لتقلبات عنيفة.
سيكون من بين المشاركين في اجتماعات منتدى الطاقة أعضاء من منظمة أوبك، التي تضخ البلدان الأعضاء فيها مجتمعة (ومن بينها المملكة العربية السعودية) نحو 40 في المائة من الإنتاج العالمي للنفط.
كذلك سيتم في المنتدى تمثيل الوكالة الدولية للطاقة، التي تمثل المستهلكين باعتبارها الذراع الذي يرصد الطاقة في أوبك، والتي تضم البلدان الصناعية الرئيسة في العالم (عددها 30 بلداً). من جهته، قال نوبوو تاناكا رئيس منتدى الطاقة الدولي: ''علينا أن نتصدى لهذه القضية (أي تقلب الأسعار) مع ''أوبك''.. نتوقع في الإعلان الوزاري في هذا اللقاء الذي سيعقد في كانكون أن تكون هناك أجندة للعمل المشترك''.
وقال تاناكا إن الموضع الذي كان يقع في قلب جهود التصدي لتقلب الأسعار هو المطالبة بالمزيد من الشفافية بخصوص البيانات حول مخزونات البلدان المستهلكة من النفط. وقال: ''حتى مع المستوى المستقر الحالي للأسعار علينا أن نزيد من الشفافية''.
وبدأ المنتدى الدولي بتحسين بيانات المخزون والطلب على الطاقة في عام 2001، من خلال إطلاق ''مبادرة البيانات النفطية المشتركة''، التي يشتمل أعضاؤها على ''أوبك''، ووكالة الطاقة الدولية ونادي أبيك APEC الذي يضم أكبر الاقتصادات في منطقة آسيا – الباسيفيك. وقد أعلن المنتدى في بيان صحافي يوم الإثنين أن ''منظمات مبادرة البيانات النفطية تعمل بجد لتزويد السوق ببيانات أفضل من ذي قبل''، لكنه قال إنه لا تزال هناك حاجة لعمل المزيد في هذا الشأن. وجاء في البيان ''يطالب رؤساء المنظمات الأعضاء في مبادرة البيانات النفطية المشترَكة البلدان المشارِكة أن تعمل أكثر من ذي قبل على تحسين اكتمال البيانات التي تقدمها وتحسين نوعيتها، ويحضون على المزيد من الوضوح بخصوص مخزونات النفط وبيانات الطلب''.
من جانب آخر طالب تاناكا الصين والهند (وهما من البلدان المتعطشة للطاقة) إلى لعب دور أكبر بكثير من ذي قبل في الوفاء بمتطلبات مبادرة البيانات النفطية المشتركة.
وتساءل تاناكا: ''''إذا لم تعطنا هاتان الدولتان البيانات، فكيف نستطيع التوصل إلى حكم سليم حول الأسعار في المستقبل؟''.
قالت جورجينا كيسيل مارتينز، وزيرة الطاقة المكسيكية، إنه سيتعين كذلك على المنتدى أثناء لقائه في كانكون أن ينظر في ''جوانب اللبس التي تؤثر في آفاق العرض والطلب في المستقبل وفي إزالة الحواجز التي تقف في طريق الاستثمار''. وقالت مارتينز، التي يشارك بلدها في استضافة المنتدى مع ألمانيا والكويت، إن قطاع الطاقة كان يهتم كذلك ''بتشجيع زيادة التعاون والمشاركة بين الشركات الوطنية والدولية، وتوسيع إمكانات الحصول على الطاقة، وتعزيز التكنولوجيات النظيفة''.

الأكثر قراءة