الصلاة بين التقديس والتفريط وارتكاب الأخطاء
هناك بعض السلبيات في تعامل الناس مع الصلاة, فمثلا نجد معظم الناس لا يذهبون إلى المسجد إلا متأخرين مع الإقامة أو بعدها فتفوتهم تكبيرة الإحرام مع الإمام، وإذا صلوا وأكملوا ما فاتهم من الصلاة هرولوا بالخروج من المسجد دون أن يختموا الصلاة بقراءة الأذكار بعدها. حول ذلك يقول حسين سويلم نظرا لعظم الصلاة ومكانتها لم تفرض عليه - صلى الله عليه وسلم - في الأرض كغيرها من العبادات وإنما فرضت عليه في السماء في رحلة المعراج التي طاف فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين السماوات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى وكانت هذه الشعيرة 50 صلاة في بدايتها حتى خففت وصارت خمسا في العدد و50 في الأجر قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).»النساء 103»، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجلها ويعظمها. كما ورد عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – حيث قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه».
ولعظم هذه الفريضة أردت أن أشير إلى بعض السلبيات التي تحدث في بعض المساجد اليوم على مرأى ومسمع كثير من الناس دون أن يحركوا لذلك ساكنا: فمثلا نرى بعض الشباب – هداهم الله – يتأخرون عن الصلاة عمدا؛ ويظلون يتسامرون أمام باب المسجد دون مراعاة لقدسية الصلاة ومكانتها، فإذا همّ الإمام بالتسليم هرولوا إلى المسجد ليصلوا صلاة لا ترضي الله ورسوله؛ فهي عبارة عن حركات سريعة ليس فيها خشوع ولا سكينة وربما لم يكملوا الركعات، فلا أدري هل يخادعون الله أم أنفسهم؟!
- من السلبيات أيضا، عدم احترام بعض الشباب الصلاة ولا المسجد فيظل بعضهم يحتك بالبعض الآخر باليد أو بالرجل أو غيرهما أثناء الصلاة دون تعظيم لمن يقفون بين يديه أو احترام لبيت الله أو المصلين فهم يشوشون على غيرهم من المصلين.
- إضافة إلى تقصير بعض أئمة المساجد في التوعية الصحيحة لهؤلاء الشباب بالفعل لا بالقول؛ فبعض الأئمة يتأخر عن الصلاة فلا يحضر إلى المسجد إلا بعد وقت الإقامة فتجد بعض الناس يتضجرون من ذلك ويظلون يتلفتون خلفهم أو حولهم بحثا عن الإمام فلا يجدونه مما يسبب ربكة بين المصلين، فلو كان الإمام قدوة صالحة في أفعاله وتصرفاته لغيره من المصلين سواء كانوا شيوخا أو شبابا أو أطفالا لانصلح حال الجميع بأمر الله.
- وبالنسبة إلى دور الأئمة أيضا, فمن الجدير بهم أن يقتربوا من الشباب بالحوار الهادف عبر الندوات والمحاضرات النافعة التي تمس المجتمع وتصلح أبناءه, وتضم هؤلاء الشباب إلى حضن المجتمع الدافئ, فلا شيء يصلح المجتمع بفئاته كافة أفضل من الصلاة.ويؤكد عبد الله العبيد أن ارتكاب بعض الناس بعض السلبيات في الصلاة أمر مشاهد ولا بد من التنبه له, لأن تكرار بعضها يؤثر في أجر المصلي كالتأخر عن الصلاة وعدم السكينة في المسجد, وكذلك قطع صلاة المصلين المتأخرين وغيرها من السلبيات التي نتمنى اختفاءها.
فليتنا نوقر الصلاة كما وقرها النبي – صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين حتى نسعد في الدنيا والآخرة! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.