صناديق المؤشر.. وانهيار 2006

إن كانت لا تزال هناك أي تداعيات لتلك الفاجعة التي ضربت صغار المستثمرين في سوق الأسهم السعودية في شباط (فبراير) 2006، وستظل لفترة أخرى من الزمن، فهي «الصورة السيئة» التي كونها جمهور المستثمرين عن صناديق الاستثمار التي حققت خسائر أعلى من تلك التي مُني بها المؤشر نفسه، وعمدت دون وجه حق لتسييل وبيع كل مستحقات المستثمرين لضمان الحصول على الحد الأدنى من السيولة المتبقية كمستخلصات للتسهيلات التي قدمتها البنوك المرتبطة بشركات الاستثمار حينها.
تلك الصورة السيئة التي أثرث بقوة في سوق الأسهم، بحيث بات الحديث أو النصح لأي مستثمر صغير أو كبير باستثمار أمواله أو مدخراته في تلك الصناديق ضربا من التهور، على حد قول العشرات من المتعاملين في سوق المال .. وفضل القلة الباقية من المستثمرين في الأسهم الاعتماد على التداول الفردي، فيما انسحب مئات الآلاف من المستثمرين في تلك الصناديق، كما تظهر الأرقام التي تصدرها تداول بين فترة وأخرى، بينما عمدت بعض تلك الصناديق بعد أن أخفقت في إقناع المستثمرين بخوض التجربة معها مرة أخرى، إلى تصفيتها وإغلاقها.
اليوم .. تنتظر سوق الأسهم السعودية منتجا جديدا أو سوقا ثانوية جديدة وهي صناديق المؤشرات المتبادلة ETFs ، التي تختلف اختلافا كليا عن صناديق الاستثمار من حيث الهيكلة ومستوى الشفافية وطبيعة التداول، حيث تتبع هذه الصناديق دائما حركة المؤشرات وتتطابق استثماراتها مع مكونات هذه المؤشرات، ويسهل على ملاك وحدات هذه الصناديق معرفة أداء هذه الصناديق من خلال أداء المؤشرات التي تتبعها أو تحاكيها، وهي مهمة كانت تقتصر على مديري الصناديق في السابق. ولكون صناديق المؤشرات المتداولة تتبع مؤشرات سوقية فإن من السهولة التعرف على استثمارات هذه الصناديق من حيث المحتوى(أسهم ، صكوك، سلع) ونسب الاستثمارات, ويلتزم مصدرو هذه الصناديق بنشر معلومات الإفصاح كاملة عن صناديقهم والمؤشرات التي تتبعها كل 15 ثانية .. ما يعني أنك ستكون مراقبا لتحركات مدير الصندوق أولا بأول، وأننا أمام إضافة نوعية لتطوير السوق المالية وزيادة جاذبية الاستثمار فيها، ورفع مستوى العدالة في أدائها، وتعزيز الثقة بها.
إن منح المال والثقة لشخص أو مؤسسة أخرى تقوم بالنيابة عنك بالاستثمار في أسواق المال، هي فكرة تراجعت كثيرا لدى المستثمرين وخصوصا الصغار منهم وتعاهدوا على عدم تكرارها على الأقل في الزمن القريب من ذاكرة 2006.
ومن هنا فإن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني باستمرار، هل تستطيع صناديق الـ ETFs القضاء على الصورة النمطية بالغة السوء، والتي كونها المستثمر في سوق الأسهم المحلية.. الإجابة ستتضح بعد عام من طرح تلك الصناديق، من خلال الأرقام الإحصائية لعدد مشتركيها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي