وزراء نفط يدعون إلى تشديد القواعد على المضاربة .. والخام يتراجع دون 80 دولارا

وزراء نفط يدعون إلى تشديد القواعد على المضاربة .. والخام يتراجع دون 80 دولارا

دعا وزراء للطاقة من بلدان منتجة للنفط أمس إلى تشديد القواعد على المضاربة في السلع الأولية والتي قالوا إنها تقوض استثمارات تهدف إلى ضمان استمرار إمدادات الطاقة.
وقال جرمانيكو بينتو وزير النفط والمناجم الإكوادوري في منتدى السلع الأولية الذي يستضيفه المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف: ''مما يشجعنا الآن أن نرى بعض الدول تتخذ خطوات لاستحداث إصلاحات تنظيمية لممارسات أسواق المال وتجارة السلع الأولية.'' وأضاف بينتو وهو أيضا الرئيس الحالي لمنظمة البلدان المصدرة النفط ''أوبك''، أنها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وتختتم أعمال منتدى السلع الأولية الذي تنظمه الأمم المتحدة اليوم بمشاركة عدد من وزراء المناجم والطاقة وكبار مسؤولي الشركات لبحثقضايا الموارد الطبيعية وتحديات السياسة وتمويل السلع الأولية وإدارة المخاطر والتحديات القانونية والتنظيمية وتأثير الأزمة المالية العالمية.وقال بينتو في تصريحات نقلتها ''رويترز'': إن المضاربة المتزايدة أفضت إلى تقلبات زائدة عن الحد في الأسعار مما أوجد صعوبات لكل من المستهلكين والمنتجين عن طريق إرباك أفق خطط الاستثمار.
وكانت لجنة تداول عقود السلع الأولية وهي الهيئة العليا المنظمة لأسواق العقود الآجلة في الولايات المتحدة قد اقترحت في كانون الثاني (يناير) فرض قيود أشد صرامة على المضاربين في أسواق الطاقة. ويثير المحللون مخاوف بشأن الإجراءات لكن وزراء النفط يرحبون بها. من جانبه، قال محمد الهاملي وزير النفط الإماراتي أمام المنتدى ''نطلب مزيدا من الإشراف على أسواق النفط والسلع الأولية .. نحتاج إلى مزيد من التنظيم الرقابي لذا نرحب بالخطوات الأخيرة التي اتخذتها لجنة عقود السلع الأولية''. وقال محمد السادة وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والصناعة ''إن عدم التيقن في السوق الناجم عن نقص الشفافية على صعيد بيانات العرض والطلب هو الذي يؤجج المضاربة''. وأبلغ للمنتدى ''يمكن أن يتمخض هذا عن قيام المضاربين بإعطاء قوة دفع لتحركات سعرية تلقي بظلالها على إشارات السوق بما يفضي إلى تأثيرات طويلة الأجل في المعروض في المستقبل''.وتوقع وزير النفط والمناجم الإكوادوري، أن الاستقرار النسبي في الأسعار - المتداولة بين 65 و85 دولارا للبرميل منذ الصيف الماضي - من المرجح أن يستمر لنهاية العام. وأضاف ''وضع الاستقرار النسبي الذي بين أيدينا الآن جيد للمنتجين من أجل تطوير الاستثمار في صناعة النفط .. الاستقرار سيستمر في الأشهر المتبقية من العام الجاري''. وقال أوليفر جاكوب المحلل لدى بتروماتريكس للمنتدى ''إن أسعار النفط قد تتراجع في الأشهر المقبلة.. والقواعد التي تقترحها لجنة عقود السلع الأولية بشأن فرض قيود في سوق النفط قد تتسبب في تحول قرب نهاية العام في بعض مؤشرات السلع الأولية مما سيفرض بعض الضغوط على أسواق النفط''. من جهته، قال ريتشارد جونز نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ''إنه لا يوجد دليل يذكر على أن نشاط سوق المال في السلع الأولية يؤدي إلى تقلبات حيث تظهر دراسة أن 0.34 في المائة فحسب من التقلبات في سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي كانت بسبب مراكز كونها مديرين أموال''.
إلى ذلك، قال سوباتشاي بانيتشباكدي الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ''أونكتاد'' الذي يستضيف المنتدى، إن تقلب عوائد تصدير السلع الأولية يؤثر في تمويل برامج تقليص الفقر وتنويع الإنتاج والتصنيع. وأضاف ''زيادة الاستقرار في أسواق السلع الأولية ستعزز بالتالي جدوى التنمية بالنسبة لكل من المصدرين والمستوردين''.وحذر كل من السادة وبينتو من التوقعات غير الواقعية لدور مصادر الطاقةالبديلة في الدول المستهلكة. وأوضح السادة ''إن الوقود الأحفوري سيظل يلبي أكثر من 80 في المائة من حاجات الطاقة العالمية في 2030. وقال ''من شأن تدني أسعار النفط لفترة طويلة أن يقوض الاستثمارات في مشاريع حيوية إذا كان لنا أن نلبي الطلب على النفط في المستقبل''.
وقال بينتو: إن أنواع الوقود البديلة ستستغرق وقتا لكي تكتسب زخما وإن ''أوبك'' تواصل الاستثمار في مشاريع للمنبع والمصب لضمان الوفاء بالطلب مستقبلا، مضيفا أننا على ثقة بأن الاستثمارات الحالية ستلبي الطلب على خام ''أوبك'' كما ستواصل إتاحة احتياطي مريح من الطاقة الفائضة.وعلى صعيد الأسواق، تراجعت أسعار النفط أكثر من دولار إلى ما دون 80 دولارا للبرميل أمس وذلك لليوم الثالث على التوالي بفعل قوة الدولار والمخاوف بشأن ديون اليونان ووفرة إمدادات الخام. وسجل اليورو أقل مستوى له في ثلاثة أسابيع أمام الدولار أثناء التعاملات تحت وطأة حالة عدم التيقن بشأن ما إذا كانت اليونان ستتمكن من الحصول على مساعدة هذا الأسبوع.

الأكثر قراءة