رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


القارئ المستحيل

ما زالت قراءة النص تمثل إشكالية كبرى بين الكاتب والمتلقي. ولا أظن أن بالإمكان إيجاد حل ناجع لهذه الإشكالية، فأنت عندما تكتب عن موضوع، تتوخى الحياد أو توهم نفسك بذلك.
والقارئ بدوره عندما يقرأ لك يحاول أن يتخذ خط الحياد، لكنه عند أول نقطة ربما لا يتفق معها يتخلى عن هذا الحياد ويأخذ خطا منحازا أو مخالفا. قضية توصيل الرسائل ووجهات النظر سواء فيما يخص الكاتب أو المتلقي يكتنفها في كثير من الأحيان نوع من الخلل.
الكاتب يضع رؤيته وعقله الباطن يصوغ رؤية أخرى، والقارئ يتفاعل مع الرؤيتين ويقرأ بصيغتين، الأولى ربما تكون شكلية بينما الأخرى قراءة نفسية واجتماعية تجعله يتخذ موقفه حيال المضمون وفقا لمجموعة القيم التي تقود خطاه. الموضوعية التي يتوخاها الكاتب والقارئ تغدو محض مستحيل يشبه العنقاء والخل الوفي.
الكتابة بتجرد، والقراءة بتجرد هي أيضا محض فكرة مثالية لن تجدها في أي مكان في العالم. كثيرة هي الأشياء التي تصوغ طريقتنا في القراءة وفي الكتابة وفي التعليق والتفاعل.
ولكننا نتعلم دوما أننا نحن الأحجية التي يمكن أن نصوغ لها ألف إجابة وإجابة. وكل هذه الإجابات تحمل احتمالات الصحة والخطأ نفسها.
لهذا فإنني لا أستنكف إن قلت إن رسالتي التي أردت إيصالها عبر مقالتي السبت الماضي تحت عنوان "الموسوس والكاسيت" حملت جزءا من رسالة، ومن قرأ المقال وعلق عليه أكمل الجزء الآخر من هذه الرسالة.
ولهذا بدا أننا أمام معضلة، مع رسالة لم يكملها كاتبها، وتشارك أكثر من قارئ في تفسيرها. الحوار المنطقي هو الذي ينتصر في هذه الحالة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي