توقعات: «أوبك» تحث على تشديد الالتزام وتبقي الإنتاج دون تغيير
اتفق وزراء منظمة «أوبك» قبيل أن يتوجهوا إلى فيينا لعقد اجتماعهم غداً، أنه لا حاجة إلى تغيير أهداف الإنتاج في وقت تقبع أسعار النفط فوق نطاقهم المفضل لكن ضعف الطلب يثير دعوات إلى كبح الإنتاج الزائد.
وأبلغ وزير النفط القطري عبد الله العطية «رويترز» أمس: «في رأيي لا أعتقد أننا سنشهد تغييرا على الرغم من ارتفاع المخزونات. «أسعار النفط وتذبذبها سبب من بين عديد من الأسباب التي ستؤدي إلى الإبقاء على مستويات الإنتاج المستهدفة».
ويجري تداول عقود الخام الأمريكي القياسية عند مستوى أقل بقليل فحسب من 81 دولارا للبرميل في معاملات أمس، وهو ما يزيد بهامش طفيف على نطاق 70 إلى 80 دولارا الذي تصفه السعودية أكبر منتج في «أوبك» بالسعر العادل لكل من منتجي ومستهلكي النفط على حد سواء.
وكان آخر اتفاق تبرمه «أوبك» لخفض الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر) 2008، إذ أجرت خفضا قياسيا بمقدار 4.2 مليون برميل يوميا لتصل بالإنتاج المستهدف إلى 24.84 مليون برميل يوميا عندما كان العالم ينزلق صوب الركود. لكن في العام الماضي شجع ارتفاع الأسعار وتعاف عالمي متردد أعضاء «أوبك» على ضخ مزيد في السوق.
وفي شباط (فبراير) طبقت «أوبك» 53 في المائة فقط من تخفيضات الإنتاج المتفق عليها في أواخر 2008، وذلك انخفاضا من 81 في المائة قبل عام.
وقال العطية إن ارتفاع المخزونات يظهر عدم نقص الخام في السوق وإن «أوبك» ستناقش مسألة الالتزام بقيود المعروض الحالية.
وقال «نحتاج إلى التزام كبير.. إذا قررنا تمديد الوضع القائم فهذا يعنى بالمستويات المستهدفة القائمة».
وتفيد تقديرات «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية والحكومة الأمريكية بأن الطلب أفضل مما كان متوقعا، وقد يواصل صعوده هذا العام.
وقال مندوب في «أوبك»: «إذا أخذت متوسط الطلب المتوقع على (نفط) «أوبك» فإنك تنظر إلى 29.2 مليون برميل يوميا، وهو ما ينسجم مع حجم الإنتاج. هذا مؤشر على أن الأوضاع لن تتغير حتى نهاية العام».
وأضاف «أنا شخصيا أعتقد أنه في ضوء مراجعة تقديرات الطلب بالزيادة هناك حاجة إلى ضخ كل قطرة من النفط».
وسيكون على «أوبك» أن تراقب السوق عن كثب مع تنامي الطلب على النفط في آسيا واستمرار البطء في مناطق أخرى.
ولا تبدي الدول المتقدمة شهية تذكر لمزيد من النفط، بينما تخرج اقتصاداتها من الركود، ما يجعل منتجي النفط يتصارعون على السوق في الصين ذات الاقتصاد النامي العملاق.
وعلى صعيد الأسعار تراجع سعر النفط دون مستوى 81 دولارا للبرميل أمس متأثرا بارتفاع سعر الدولار قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية واجتماع «أوبك» هذا الأسبوع وقرار الصين المنتظر بشأن الفائدة على ائتمان البنوك.
وأثناء التعاملات نزل سعر الخام الأمريكي 50 سنتا إلى 80.74 دولار للبرميل بعد أن جرت تسويته عند 81.24 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، ونزل سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 59 سنتا إلى 78.80 دولار للبرميل. وارتفع سعر الدولار بشكل عام أمس مع لجوء المستثمرين إليه كملاذ آمن للقيمة بعد أن أضرت مخاوف من تشديد السياسة النقدية في الصين بأسواق الأسهم الآسيوية غير أن المحللين يرون أن الطلب على النفط سيواصل نموه.
ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الصيني الاحتياطي الإلزامي للبنوك في وقت قريب ربما هذا الأسبوع في حين يقول البعض إنه سينتظر بعض الوقت قبل رفع الفائدة على الإقراض والاقتراض.