القصة والدروس المستفادة من الانتصار التاريخي لأوباما

القصة والدروس المستفادة من الانتصار التاريخي لأوباما

لم يكن هذا النجاح تلقائيا, ففي الواقع ضغط أنصار أوباما عليه حتى يوافق على الترشيح لمنصب الرئاسة كرد فعل على كتابه «الجرأة على الأمل», فضلا عن زيادة الطلب عليه منذ 2006 لإلقاء الخطب لدعم المرشحين الديمقراطيين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
قدم أوباما بديلا للرئيس جورج دبليو بوش الذي لم تكن سياساته تحظى بالشعبية. كما تصاعد الزخم في انتخابات التجديد النصفي في عام 2006 التي منحت الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي وجعلت الحزب الديمقراطي يكتسح في مجلس النواب الأمريكي لأول مرة منذ 12 عاما.
كانت حملة الدعاية الانتخابية للمرشح الرئاسي باراك أوباما على درجة عالية من التنظيم والإدارة، حيث اتخذ منظمو الحملة مجموعة من القرارات المهمة، منها:
* تنظيم الإدارات هرميا: حيث يقوم العاملون برفع تقاريرهم إلى رؤساء الإدارات. ما جعل المديرين يشعرون بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم.
* وضع حد أقصى لرواتب من يحتلون المناصب العليا في إدارة الحملة: كان هناك شخص واحد فقط يحصل على أكثر من 12 ألف دولار شهريا ولم يكن أحدا يتلقى علاوة إلا مع الترقية. أدى هذا إلى عدم وجود مفاوضات حول الرواتب وتوفير الوقت للعمل الفعلي.
* إعطاء فرق العمل المتخصصة في الدعاية عن طريق التكنولوجيا والإنترنت مواقع استراتيجية في هيكل إدارة الحملة.
في آذار (مارس) 2007، تطوع 450 ألف شخص عن طريق الإنترنت في الترويج لأوباما مرشحا للحزب الديمقراطي. نجحت حملات البريد الإلكتروني في توفير الدعم والتبرعات كما قدم التتبع عن طريق الإنترنت بيانات مهمة بشأن التصويت والشبكات الاجتماعية وأنماط المشاركة.
ساعد هذا المديرين على صياغة تكتيكات جديدة وفاعلة للحملة الانتخابية مثل التوسع في جمع الأموال. كما قام العاملون في الحملة الانتخابية ببث مقاطع فيديو لاجتماعاتهم الاستراتيجية على الهواء مباشرة لإبهار منافسيهم.
وسرعان ما أصبحت الاتصالات المباشرة أداة قوية, فبحلول نيسان (أبريل) 2007، جمعت الحملة نحو 26 مليون دولار من التبرعات، وهي أكثر بثلاثة ملايين دولار فقط من التبرعات التي جمعتها هيلاري كلينتون في الفترة نفسها، ما يثبت أنها كانت مرشحة قوية أمامها فرصة كبيرة للفوز. قدم فوز أوباما في الانتخابات كثيرا من الدروس، منها:
* التنظيم الجيد والمتحمس للقاعدة الشعبية التي يمكن أن تتخذ المبادرة يعد أداة مهمة للغاية في الفوز بالانتخابات.
* خلافا لما هو معتاد، كان مؤيدو أوباما من الشباب بعدد مؤيديه نفسه من كبار السن.
* الانضباط في اتباع مسار استراتيجي ثابت يأتي من استراتيجية الحملة الانتخابية ورسالتها يتفق مع الحاجة إلى التغيير.
* أهمية استخدام التقنيات الجديدة في مخاطبة الجيل الجديد.

الأكثر قراءة