التصوير مع الجثة

بدت صورته وهو إلى جوار الجثة لافتة، فهو ينظر باتجاه الكاميرا، ويضع يده على الجثة، وكأنه يضع يده على قطعة أثرية أو معلم مهم. هذه الصورة التي أهدتها لنا إحدى الصحف الأسبوع الماضي، تزرع الكثير من الألم، حتى وإن بدا الهدف نبيلا.
أنا لا أؤيد نشر صور الموتى على صفحات الصحف. ومع الأسف أن بعض هذه الصور أصبحت تتسلل إلى الصفحات الأولى.
قال لي أحد الأصدقاء قبل فترة، بعد أن عاتبته على نشر صور لطفل تناثرت أشلاؤه في الشارع إثر حادث مروري، إن هدف النشر لفت الانتباه إلى فداحة ما تسببه حوادث المرور. وجهة نظره صادقة. نحن نفقد شخصا كل 40 دقيقة تقريبا.
ومع ذلك تبقى الجدلية، هل خيارنا الوحيد في نشر صورة جثة طفل أو شخص راشد؟ وماذا عن صور بعض المنتحرين؟ ونشر هياكل الجثث المتحللة في الصحراء؟
أتمنى لو تبادر هيئة الصحفيين السعوديين بتنظيم حلقة نقاش تهتم برصد الآراء حول المعايير التي تحدد أهمية نشر هذه الصور. أظن أن التعرف على تجارب الآخرين سيفتح أفقا يضيف مزيدا من الثراء والمعرفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي