تجارب مساجد ناجحة

يمثل المسجد لنا كمسلمين أهمية كبيرة فهو مكان الصلاة والعبادة، يرتاده المسلمون خمس مرات يوميا لأداء الفروض المكتوبة، ويحظى بمحبة كبيرة لمن كان في قلبه إيمان وحب لبيوت الله، وربما تعلق قلبه به وحرص على أداء جميع الفروض فيه وهنا إذا أخلص نيته ربما يكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
وفي بلادنا المترامية الأطراف توجد تجارب ناجحة لعدد من المساجد، أصبحت منارات علم ويأتي إليها الناس من كل مكان، ليس لأداء الصلاة فحسب فهي يمكن أن تؤدى في أي مسجد إنما يأتي حضورهم للاستفادة مما تطرحه هذه المساجد من برامج علمية هادفة، وقد تبدأ هذه البرامج صغيرة لكنها مع العمل الدءوب تكبر ثم تكبر حتى تصبح منارة علمية كبيرة، فعلى سبيل المثال نأخذ تجربة أحد المساجد الرائدة في جذب طلاب العلم في مدينة الرياض وهو جامع شيخ الإسلام ابن تيمية الذي تأسس عام 1411هـ وكانت بداية الأنشطة العلمية فيه عبارة عن تنظيم كلمات توجيهية بعد صلاة العشاء، ثم تلا ذلك تنظيم محاضرات أسبوعية وبعدها تنظيم محاضرات عامة متزامنة مع المواسم والمناسبات موجهة لجميع الفئات، وتمت استضافة كثير من العلماء وطلبة العلم، وعلى رأسهم سماحة الشيح عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - وفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - ويأتي لحضور هذه الدورات طلاب علم من الدول المجاورة وقد وصل الحضور في الدورة الثامنة 36 جنسية ووصل عدد الدورات به قرابة 16 دورة علمية تزيد أو تنقص، ويوجد في الجامع مكتبة علمية كبيرة سميت مكتبة الإمام ابن القيم، ويتم تنظيم مسابقة علمية سنوية لحفظ المتون العلمية، كما اهتم الجامع بالمرأة وثقافتها حيث تم افتتاح القسم النسائي في مكتبة الإمام ابن القيم، ويوجد له موقع على شبكة الإنترنت.
وهناك أيضا جامع علي بن المديني في حي الروضة في الرياض وهو يسير على غرار جامع شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث ينظم دورات علمية سنوية بلغت حتى الآن أكثر من 13 دورة علمية ويستفيد منها طلاب العلم في الصيف من كل عام، وهي دورات تصقل طالب العلم وتهيئه للعمل والدعوة لهذا الدين متسلحا بالعلم الشرعي، وهناك من التجارب تجربة جامع عثمان بن عفان في حي الوادي في الرياض، حيث هناك عمل جبار يقوم به الجامع لخدمة طلاب حلقات القرآن الكريم وتطوير قدراتهم، وأضحى الجامع منارة علم لإلقاء الدروس وتميز في تعليم الطلاب القرآن الكريم، وحتى الكبار لم ينسهم الجامع عندما قدم فكرة جديدة وهي تسميع القرآن الكريم عبر الهاتف، ويهدف من ورائها إلى تشجيع الناس على حفظ القرآن الكريم، ومساجدنا يمكن تقوم بدور أكبر إذا وجدت الإمكانات وتم الاستفادة من تجارب المساجد الناجحة، ولعل الإخوة القراء يشاركون في ذكر بعض التجارب الناجحة عبر موقع الجريدة أو على إيميل الصفحة مما يعود بالنفع على تطوير قدرات القائمين على المساجد والارتقاء بأدائها في الجوانب كافة، نسأل الله العون والتوفيق للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي