رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التعليم الإلكتروني ومعالجة العملية التعليمية جذريا

قد أكون أكثرت الحديث في التعليم الإلكتروني ولكن ما جعلني أستمر في الحديث عنه في هذه المقالة ما أخبرني به أحد رجال الأعمال السعوديين، حيث قال لي إنه عندما ذهب لمراجعة غرفة تجارة و صناعة دبي فوجد عبارة على بوابة المواقف تقول إنك لن تحتاج إلى أن تقف في هذه المواقف فما عليك إلا زيارة موقعنا الإلكتروني http://www.dcci.ae لإنجاز كافة معاملاتك وهذا ما كان، حيث عدت أدراجي للفندق الذي أقطنه وفتحت حاسوبي وأنجزت معاملاتي بكل سهولة ويسر، وعندها قلت يا لهذا الحل الإلكتروني المتعدد والمتشعب الفوائد، نعم فهو حل تجاوز تسهيل إنجاز مهام الغرفة إلى معالجة استهلاك الطاقة وتلويث البيئة وزحام المرور وندرة مواقف السيارات وإضاعة الوقت وتخفيض التكاليف إلى غير ذلك من الفوائد.
وأقول إن الحلول الإلكترونية في مجال فحص المرضى وتشخيص حالاتهم تجاوزت هي الأخرى مهمتها في التشخيص الدقيق إلى تجاوز مشكلة مخاطر التحاليل وتكاليفها والتشخيصات السابقة، وإلى تخفيض عدد الأطقم الفنية والطبية وتحويل طاقاتهم إلى مجالات أخرى وتخفيض المساحات المطلوبة لأجهزة التحليل والتشخيص القديمة والوقت الطويل الذي تستغرقه الأدوات الأخرى فعلى سبيل المثال أحد أجهزة تشخيص انسداد شرايين وأوردة القلب الإلكترونية جعلت فنيا واحدا يستطيع ودون أي مخاطر مقارنة بالطرق السابقة (القسطرة القلبية التقليدية) تشخيص حالة المريض بدقة عالية جدا ومن خلال جهاز صغير الحجم مقارنة بالأجهزة الأخرى.
الأمثلة كثيرة ومتعددة ولا يتسع المجال لذكرها، وما أود أن أقوله من خلال هذين المثالين أن الحلول الإلكترونية تتجاوز دورها كأداة لتحقيق مهمة ما بفاعلية عالية كما هو حال الأدوات الأخرى إلى كونها حلا فريدا لمعضلات متعددة تعني عدة جهات في آن واحد الأمر الذي يجعلها الحلول الأكثر فاعلية والأسرع تحقيقا للمهمة والرؤية لصالح المؤسسة التي تطبقها إضافة إلى ما تحققه من أهداف شمولية على مستوى البلاد بشكل عام.
نعم فالحلول الإلكترونية التي تستند إلى تقدم هائل في وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات غيرت مفهوم الزمان والمكان ما جعلها توثر في كافة مناحي الحياة الأمر الذي يجبرنا جميعا على التعامل السريع مع معطياتها وتحقيق متطلباتها لغرض الاستفادة المثلى منها في تحقيق أهدافنا وغاياتنا فضلا عن تجنب مخاطرها في عالم يتصارع نحو التقدم، ولا شك أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة الأولى في استخدام الحلول الإلكترونية لرفع كفاءة العملية التعليمية في بلادنا فهي المسؤولة عن إعداد الأجيال السعودية القادرة على استيعاب تطورات العصر والتعامل معها لتحقيق خطط بلادنا الطموحة بما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة- بإذن الله.
كولي أمر لأبناء في مستويات متعددة لست على قناعة بالتحصيل العلمي الذي يكتسبه أولادي بل أنا على يقين بأنني بإمكانياتي المالية الشخصية أو من خلال إمكانيات الدولة سأعيد تأهيلهم مرة أخرى لتعزيز قدراتهم على مواجهة الحياة أو استكمال تعليمهم الجامعي أو الانخراط في سوق العمل، وهذا رأي أكثر من أعرف وهو أمر أكده ''تقرير التنافسية العالمي'' الذي قال بتواضع المستوى التعليمي للقوى العاملة، حيث أعطاه 16.2 نقطة من أصل 25 نقطة توضح درجة متانة التحدي الذي يواجه تنافسية الاقتصاد السعودي، وهو تصنيف يشير بطريقة مباشرة إلى ضعف تنافسية الموارد البشرية السعودية نتيجة ضعف تحصيلهم التعليمي رغم عظم الموازنات التي تنفقها بلادنا على هذا الباب.
كلمة خادم الحرمين في مجلس الشورى التي أشار فيها ''إلى أن ما تحقق من إنجازات لا يُلبي طموحاتنا جميعاً والتي نسعى إليها لتكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة'' تجعل وزارة التربية والتعليم أمام مسؤولية جسيمة إذ إنه من المعلوم أن أهم مقاييس تقدم الأمم والشعوب، هو مدى تقدم التعليم فيها، والحقيقة الواضحة أن التعليم في بلادنا ليس على ما يرام ويشكل عائقا أمام تحقيق طموحاتنا قيادة وشعبا.
وإذا كانت المقاييس والمؤشرات والانطباعات تنقل لنا الأخبار السيئة عن تعليمنا فإن واقع تعليمنا المستند إلى واقعنا السياسي والاقتصادي ينقل لنا أخبار حسنة أيضا، حيث تنعم بلادنا ببنية تحتية قوية يمكن الانطلاق منها وبأدوات استراتيجية وبسرعة فائقة لرفع كفاءتنا التعليمية بما يرتقي بمكانة المستوى التعليمي لمخرجاتنا التعليمية كما ونوعا، وأعتقد أن الحل الاستراتيجي السريع الذي يمكننا من تحقيق ذلك هو التوظيف الأمثل للتعليم الإلكتروني وبأسرع وقت ممكن.
فمن خلال التوظيف الأمثل للأجهزة الحاسوبية والبرامج التعليمية الإلكترونية والتي أصبحت ذات تأثير واسع في قدرات المعلمين والطلاب يمكننا تعزيز قدراتهم التعليمية بإخراجهم من قيود الزمان والمكان أولا وفتح الآفاق أمامهم واسعة لإعداد المواد التعليمية ووسائل إيصالها وترسيخها من قبل المعلمين وإتاحة الفرصة للطلاب للاطلاع عليها في أي وقت ومن أي مكان يشاءون لاستيعابها ثانيا وتمكينهم من التحاور فيما لا يدركون مع معلميهم خارج نطاق قيود المكان والزمان الحالية ثالثا.
ختاما أعتقد أنه حان الوقت للقفز وبسرعة كبيرة اختصارا للوقت والجهد إلى التعليم الإلكتروني الذي سيرفع من كفاءة العملية التعليمية في بلادنا بأسرع وقت والذي يتجاوز دوره عرض المعلومة إلى تنمية المهارات الذهنية لطلبتنا - الذين من أجلهم أوجدت العملية التعليمية - كالتحليل والتفسير والتشخيص والتنبؤ وطرح الحلول الابتكارية غير المسبوقة فضلا عن دوره في حل معضلات أخرى ليس أقلها معالجة مشكلة الدروس الخصوصية التي أرهقت ميزانيات الأسر السعودية دون جدوى وكلنا ثقة بالقيادة الجديدة لوزارة التربية أن تخرج عن نمطية الحلول التقليدية واللجان المميتة للعمل والقاتلة للتطوير إلى استحداث منهجيات تطوير جديدة بعيدة عن موظفي الوزارة مهما علت مناصبهم إذ لا يمكن لمسبب المشكلة أن يكون جزءا من حلها، والتجارب التطويرية السريعة كثيرة محليا ودوليا وما علينا سوى الاسترشاد بها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي