البورصات تندفع صعودا مستجيبة لبيانات الوظائف الأمريكية
اندفعت الأسهم وتراجعت سندات الخزانة الأمريكية بعد أن كانت تترقب بفارغ الصبر صدور التقرير الخاص بسوق العمل الأمريكية، الذي أظهر أنه تم تسريح 36 ألف عامل من وظائفهم في شباط (فبراير)، وأن نسبة البطالة بقيت عند 9.7 في المائة. كان هذا الأداء أفضل من الرقم الذي توقعه المحللون، وهو أن عدد الموظفين الذين كانوا سيخسرون وظائفهم يقع بين 50 ألفا و 60 ألف وظيفة، لكن هذا الأداء يظل أكثر بـ 20 ألف وظيفة عن عدد الوظائف المفقودة في كانون الثاني (يناير). وربما يكون السبب وراء التدهور هو الطقس الرديء للغاية في الشهر الماضي. والواقع أن كثيراً من المتداولين اقترحوا قبل صدور التقرير أنه بصرف النظر عن مدى رداءة الأرقام، فإن السوق ستصرف النظر عن ذلك على اعتبار أنه حالة خوف مدفوعة بالثلوج. وقال محمد العريان، كبير التنفيذيين، وكبير الإداريين الاستثماريين المشارك، لدى مجموعة بيمكو: «حين تكون مجموعة من الأرقام متقلبة أصلاً، فإنها ستكون خاضعة حتى إلى قدر أكبر من الضجيج في ظل جوانب اللبس حول أثر العواصف الثلجية. لكن مع ذلك، فإن بيانات اليوم تشير إلى استقرار تدريجي لسوق العمل، ولكن في ظل نسبة عالية من البطالة وفي ظل مكونات سلبية من الناحية التركيبية والهيكلية. وسيظل هناك سؤال مفتوح حول ما إذا كان هذا الاستقرار سيؤدي إلى المكاسب الشهرية اللازمة لحدوث تحسن معقول في معدلات التوظيف والاستهلاك وآفاق النمو الاقتصادي على نحو قابل للاستدامة ».
مع ذلك، وعلى الرغم من الحذر الذي من هذا القبيل، فإن الأنباء أعطت قوة دافعة جديدة لحدوث اندفاع في الموجودات الخطرة، التي كانت منتعشة أصلاً بفعل الآمال بأن حدة أزمة السندات اليونانية كانت في حالة تراجع. وفي «وول ستريت» كان من شأن حركة الاندفاع القوية في الأسهم منذ أن هبطت قبل سنة إلى الحد الأدنى الدوري أثناء اليوم عند 666 نقطة، كان من شأنها أن دفعت بمؤشر ستاندارد أند بورز 500 ليسجل زيادة تبلغ نحو 70 في المائة. مؤشر فيكس Vix، الذي يعتبر مقياساً للتقلبات المتوقعة في سوق الأسهم الأمريكية، هبط بنسبة 6 في المائة ليصل إلى 17.7 نقطة، وهو معدل قريب من أدنى مستوى له قبل 22 شهراً.
واندفعت البورصات الأوروبية، حيث إن مكاسبها هي كذلك علامة على مشاعر الارتياح بأن بيع السندات الحكومية اليونانية، الذي يتوقعه المستثمرون بفارغ الصبر، كان يبدو أنه أكثر نجاحاً مما كان يأمل فيه كثيرون. ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بنسبة 1.7 في المائة، وفي لندن ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 بنسبة 1.3 في المائة، وهو أعلى معدل قياسي للإقفال منذ 18 شهراً، ويعتبر أفضل مستوى للمؤشر منذ انهيار بنك ليمان براذرز. في وقت مبكر من جلسة التعاملات، ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز آسيا الباسيفيك بنسبة 1 في المائة، حيث إن شركات التصدير الآسيوية تشجعت بفضل البيانات الجيدة حول سوق العمل الأمريكية. في طوكيو قفز مؤشر نيكاي 225 بنسبة 2.2 في المائة، حيث ثبت أن تراجع الين كان من العوامل المعززة للارتفاع. وارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.3 في المائة في الوقت الذي هضم فيه المتداولون خطاباً مهماً لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو في مؤتمر الشعب القومي، حيث وعد بمواصلة السياسة الصينية المتراخية في مجال المالية العامة والسياسة النقدية. ولعل المكاسب لم تكن قوية تماماً بفعل الوعد الذي أصدره رئيس الوزراء بتشديد القبضة على المضاربين في العقارات، وتأكيده أن البنوك الصينية تعاني «مخاطر كامنة». وفي هونج كونج ارتفع مؤشر هانج سينج بنسبة 1 في المائة.
وهبطت سندات الخزانة الأمريكية بصورة حادة في أعقاب تقرير الوظائف. ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنسبة تسع نقاط أساس، ليصل إلى 3.69 في المائة، حيث احتسب المستثمرون إمكانية النمو السريع.
وكانت السندات الحكومية اليونانية في وضع أمتن قليلاً من ذي قبل، في أعقاب إتمام البيع بنجاح لسندات بقيمة خمسة مليارات يورو يوم الخميس. هبط العائد على السندات لأجل عشر سنوات بنسبة نقطتي أساس ليصل إلى 6.05 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل سنتين، التي تتسم بالتقلب، هوى بنسبة 46 نقطة أساس ليصل إلى 4.81 في المائة. وستظل السوق في حالة ترقب لأي تعليقات من ألمانيا، في الوقت الذي يلتقي فيه اليوم رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. هبطت نسبة التأمين على السندات اليونانية ضد الإعسار بمقدار خمس نقاط أساس لتصل إلى 299 نقطة أساس. أما السندات الإسبانية والبرتغالية فلم يطرأ عليها تغير يذكر. ولا تزال السندات تلقى الحظوة لدى المستثمرين، على الرغم من وجود علامات على تحسن الاقتصاد العالمي. صناديق السندات العالمية اجتذبت 2.6 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 3 آذار (مارس)، وهو أعلى رقم خلال أسبوع منذ أكثر من عشر سنوات، وفقاً لمؤسسة إي بي إف آر جلوبال EPFR Global لتزويد البيانات. وشكلت صناديق السندات الأمريكية نحو ملياري دولار من المجموع، وهذا يجعل صافي التدفقات في القطاع مستمر منذ 61 أسبوعاً على التوالي.