بين أوبرا ومشاهيرنا في الحملات الترويجية
أوبرا وينفري هي واحدة من سدنة الإعلام الأمريكي في برامجها التلفزيونية الاجتماعية الحوارية، إذ يعتبر برنامجها من أكثر البرامج مشاهدة وذا تأثير كبير غالباً ما يتصدر المراتب الأولى في المتابعة منذ سنين. ولذلك فهي علامة بارزة لها جمهور غفير ومتابعون بلا حدود وتتمتع بشهرة عالمية عالية خصوصاً في وسط المجتمع الأمريكي. وفي يوم ميلادها الأخير (السادس والخمسين) أرادت أن ترسل رسالة اجتماعية تتلخص في عدم استخدام الهاتف الجوال في أثناء القيادة فطلبت من جمهورها ومؤيديها الذين يرغبون في إهدائها تهنئة بهذه المناسبة أن تكون هذه التهنئة أو «هدية يوم ميلادها» أن يزوروا موقعها الخاص ويدونوا نوعاً من التعهد بألا يستخدموا الهاتف الجوال في رسائل أو مكالمات في أثناء القيادة وذلك كنوع من الحملة الإعلامية والمشاركة للتخفيف من الآثار السلبية المتزايدة بعدما صار ذلك واحداً من مصادر الخطر في المجتمع. وما أثار اهتمامي في هذه الإبداعية التسويقية هو لماذا استمراء النمطية على الدوام في رسائلنا الاجتماعية والحملات الدعائية أو التسويقية المحلية خصوصاً من الدوائر الحكومية ذات العلاقة بالسلوكيات كالمرور أو وزارة الصحة أو حتى مصلحة الإحصاءات في التعاون مع التعداد وغيرها. وكذلك من طرف بعض الشركات في سياق حملاتها دائماً فيما يخدم زيادة المبيعات فقط والتركيز على هاجس الربح المباشر. إنني لم أر يوماً تجديداً في آلية تلك الحملات الدعائية سواءً من القطاع العام أو الخاص وإن صار ذلك فهو هامشي تقليدي كإذاعة برنامج تمثيلي أو مقطع تلفزيوني أو صورة لاعب لدعاية تسويقية هادفة إلى الربح. أين القطاع العام أو الخاص من مشاهيرنا من اجتماعيين ومثقفين وإصلاحيين وأطباء وشعراء وفنانين ولاعبين وغيرهم من استغلال إقبال المجتمع عليهم والاقتداء بجميل سيرتهم. وسؤالي: هل رأيتم يوماً ما صورة لاعب ممسك بجواله يقول مثلاً «أنا لا أقود السيارة وأتحدث» خصوصاً أن هذه السلوكيات الحديثة أصبحت خطراً يضاف إلى مصادر الأخطار في المرور والقيادة - وما أكثرها - بشكل عام. هل رأيتم صورة أو مقطع فيديو دعائياً لشاعر يقول أنا أربط الحزام أو أتأكد من إطارات سيارتي، أو حتى ببيت شعر ينادي فيه بالتعاون مع التعداد السكاني. بالطبع الرسالة التسويقية أو الحملة الإعلامية ينبغي أن تكون مدروسة بشكل جيد لتحقيق هدف وصول الرسالة إلى المتلقي المستهدف بحسب انتماءاته ورغباته وفئات العمر وجنسه بآلية تتلاءم وطبيعة ذلك المستهدف. علاوة على ذلك فيما يخص الحملات الإعلامية الترويجية للقطاع الخاص ينبغي ألا يقتصر مضمونها التشجيع على استهلاك أو الظفر بالسبق لزيادة أعداد العملاء بشكل مباشر لكون القطاع الخاص يتحمل مسؤولية اجتماعية ينبغي أن يكون له أثر ذو بال في المشاركة فيها خلاف التبرعات المباشرة أو الرعايات المختلفة، المشكورون عليها على أي حال. إن الخروج عن النمطية البحتة في الترويج يمكن أن يحقق الهدفين وهو إيصال الرسالة بشكل أكثر فاعلية، إضافة إلى كونه وسيلة لزيادة المبيعات في إطار اجتماعي ينم عن المسؤولية وبالتالي ولاءً أكثر للمنتج على المنظور البعيد بالنسبة للقطاع الخاص.