المنيعي: إذا سبق الطفل المميز إلى الصف الأول أو خلف الإمام فهو أحق
أسئلة تعرض من خلال هذه الزاوية المرتبطة بالمسجد, بعض هذه الأسئلة تصل بالإيميل وبعضها بالهاتف مباشرة ونتلقى الأسئلة على الإيميل [email protected] وفيما يلي سؤال هذا الأسبوع.
السؤال: نحن نعيش في إحدى مناطق المملكة وتحديدا في مكة المكرمة ويوجد اهتمام من الآباء بتربية الأبناء في الحي الذي نقطنه ويحثونهم على الوجود في المسجد للصلاة، حتى أن الصف الأول أصبح يكتظ بالشباب الذين لم يصل عمرهم إلى حد البلوغ لكنهم يحرصون على التسابق على الصف الأول, وهناك بعض جماعة المساجد يتضايق من وجودهم في الصف الأول لأنهم يشعرون بأنهم يسبقونهم للصف الأول لأنهم أكبر سنا وهؤلاء لم يصلوا سن البلوغ ويحتجون بالحديث المعروف «ليلني أولو الأحلام والنهى» ويطالبون بإرجاعهم إلى الصف الثاني وتقديم الكبار عليهم، أرجو منكم الإجابة عن هذا السؤال، وجزاكم الله خيراً ؟
أجاب عن السؤال الدكتور محمد بن سليمان المنيعي عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى بقوله: بالنسبة إلى هذا السؤال أحب أوضح أنه إذا سبق الطفل المميز إلى مكان في المسجد في الصف الأول، أو خلف الإمام فهو أحق بهذا المكان من غيره، فلا يصح بحال إبعاده عنه لعموم حديث: «من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له» رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/280) من حديث أسمر بن مضرس – رضي الله عنه - وأما من يحتج على إبعاد الصغار بحديث: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى» رواه مسلم (432) من حديث أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه - فليس في هذا الحديث حجة كما يظن، لأن الحديث يتضمن الحث على مسارعة أولي الأحلام والنهى على المبادرة إلى بيوت الله عند سماع النداء والتبكير إلى الصلاة، لا أن نحفظ لهم الأماكن حتى يصلوا، ولو كان الأمر كما قال السائل لقال النبي – صلى الله عليه وسلم- لا يليني منكم إلا أولو الأحلام والنهى، لأن هذا يفيد اختصاص هذا المكان وحصره بأولي الأحلام والنهى، وهذا غير ما في تأخير الأطفال عن هذه الأماكن من كسر نفوسهم، وعدم تشجيعهم، ووقوع العبث منهم باجتماعهم في صف واحد، والله تعالى أعلم.